Chapitres de philosophie chinoise
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Genres
وهذا الطير ينبئ بالحقائق الخالدة.
كما قدر التاويون العمل اليدوي ومارسوه بأنفسهم، واعتبروه وسيلة للبحث عن أسرار الطبيعة، وهذا التقدير هو الذي أتاح للمخترعين الصينيين تقديم خدمات جلى للإنسانية. أما الكونفوشيون فقد ترفعوا عن العمل اليدوي، واعتبروه من شئون العامة، على ما نجده في أقوال عديدة لكونفوشيوس نفسه تنم عن الطبيعة الأرستقراطية لفلسفته؛ فقد سأله سائل عن الزراعة، فقال له: لماذا لا تسأل فلاحا عجوزا؟ ثم عاد فسأله عن البستنة، فقال له: لماذا لا تسأل بستانيا عجوزا؟ (الحوار 13: 4). وفي حادثة أخرى سمع كونفوشيوس من تلاميذه أن رجلا قال فيه: ما أعظم كونفوشيوس وما أعمق تعاليمه! ومع ذلك فإنه لم يشتهر بحرفة من الحرف. فعلق كونفوشيوس على ذلك ساخرا: أية مهنة أتخذ؟ هل أغدو حوذيا أم نبالا؟ أعتقد أنني سأغدو حوذيا (الحوار 9: 2).
فلسفة التغيرات
قادت ملاحظة الطبيعة والتعلم منها إلى ملاحظة التغير الدائم الذي يحكم الكون ونظام الطبيعة؛ فعندما يبلغ الصيف أوجه يأخذ بالانحدار نحو الخريف، وعندما يبلغ الخريف أوجه يبدأ بالانحدار نحو الشتاء، وعندما يبلغ الشتاء أوجه يبدأ بالصعود نحو الربيع. وفي تتابع الفصول هذا نجد أن الحرارة بعد أن تصل أقصى مدى لها في الارتفاع تتحول تدريجيا إلى برودة، والبرودة بعد أن تصل أقصى مدى لها في الانخفاض تتحول تدريجيا إلى حرارة. ثم إن الشمس عندما تصل أقصى مدى لها في الصعود نحو خط الهاجرة في كل سنة، تبدأ بالانحدار نحو الجنوب. كل شيء يتحول إلى نقيضه في حركة عكوسية ترجع به إلى نقطة المبتدى، وكل شيء يحتوي في صميمه على بذرة من نقيضه تنمو تدريجيا. وهذه أطروحة رئيسية لدى كتاب الإي تشينغ أو التغيرات، ومن بعده التاو تي تشينغ:
في الحركة العكوسية يتجلى عقل السماء والأرض (ملاحق كتاب التغيرات).
بالعودة إلى الخلف يتحرك التاو،
باللين ينجز عمله،
عظمته امتداد في المكان.
الامتداد في المكان يعني امتدادا بلا نهاية.
الامتداد بلا نهاية يعني العودة إلى نقطة المبتدى (لاو تسو: 25).
Page inconnue