Chapitres sur la culture et la littérature

Ali al-Tantawi d. 1420 AH
91

Chapitres sur la culture et la littérature

فصول في الثقافة والأدب

Maison d'édition

دار المنارة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Lieu d'édition

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

والتخريق والتمزيق والتغريق، حتى لم يبقَ من هذه المكتبة إلا الأقل الأقل، وهذا الأقل لا تزال المطابع في الشرق والغرب تطبع منه من مئتَي سنة إلى الآن، ولم تطبع إلا بعض هذا القليل الذي بقي. لقد اطّلع عالم تركي على طرف من هذا التراث، هو حاجي خليفة صاحب «كشف الظنون»، فوصف في كتابه العظيم ما اطّلع عليه فكان نحو عشرين ألف كتاب، وأُلِّفت ذيول لكشف الظنون تزيد عليه أضعافًا، وكلها مطبوع معروف تتداوله أيدي الناس (١). وعالم تركي آخر هو طاش كُبْري زاده، صاحب «مفتاح السعادة»، وصف جانبًا آخر اطّلع عليه فكان في ثلاثمئة وستة عشر علمًا (أو بحثًا إذا شئتم التدقيق والتحقيق). وذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» أن مكتبة الخليفة العُبيدي (الذي يسميه الناس الفاطمي) لما استولى عليها صلاح الدين الأيوبي كانت كتبها تقرب من المليون. * * * إن من هذه الكتب ما لا يستطيع الواحد منا أن يقرأه قراءة، فكيف إذا حاول أن ينسخه نسخًا؟ فكيف وكثير منها أملاه مؤلّفوه إملاء لأنهم كانوا من مكفوفي البصر؟ كالمخصَّص لابن سِيْدَه،

(١) أشهرها «إيضاح المَكنون في الذيل على كشف الظنون» لإسماعيل باشا البغدادي، واستدرك فيه تسعة عشر ألف كتاب لم يذكرها حاجي خليفة (مجاهد).

1 / 94