ارتجّت منها الأرض وتصدّعت بعض البيوت، ثم تكررت بعد ساعة، وتعاقبت الزلازل واستمرت يومين، ثم انفجر -كما يبدو- بركان في الحَرَّة (وهي منطقة بركانية) وصفوه بأنه نار عظيمة، أبصرها الناس من دورهم في المدينة فأضاءت لهم الدور حتى صار الليل من الضياء كالنهار.
قال الراوي: وطلعنا نبصرها فوجدنا الجبال تنبع نارًا ثم تسيل النار كما يسيل السيل! واجتمع الناس في المسجد تائبين مستغفرين، واستمرت النار والزلازل قريبًا من شهر.
قال الذهبي: أمر هذه النار متواتر، وهي ممّا أخبر به النبي ﵊ حيث قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل في بُصرى».
* * *
وكانت الكعبة تُكسى الديباج الأبيض، حتى جاء الخليفة العباسي الناصر فكساها الديباج الأسود سنة ٥٢١هـ، واستمر ذلك إلى الآن.
* * *
وما دام الحديث عن الأوّليّات، فإن أول من أحدث بدعة الجهر بالصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان هو محتسب مصر، نجم الدين، سنة ٧٩٢هـ.
وأول من أحدث الحاشية الخضراء على عمائم المنسوبين إلى السيدة فاطمة هو المتوكل الثاني ابن المعتضد سنة ٧٧٣هـ.
1 / 34