مقدّمة
كاد هذا الكتابُ يصل إلى أيدي القرّاء قبل اليوم بشهور، لولا أن الله أراد له التأخير، وفيما يقضي الله خير. وهذا ما حصل:
قرأتم في مقدمة كتاب «نور وهداية» أني قد اشتغلت أسابيع في مراجعة أوراق جدي ﵀ حتى اكتملَت بين يديّ مقالاتٌ وأحاديثُ كاملاتٌ أو شبهُ كاملات، ثم أنفقت أسابيع أُخَر في فرز تلك الأحاديث والمقالات. وقد اعتبرت ذلك العمل فرزًا نهائيًا لكل ما كان بين يديّ من أوراق، وبفراغي منه صارت الخطة واضحة أخيرًا؛ فقد جمعت المؤتلِفَ من الكتابات الكثيرة التي تراكمَت بين يدَيّ وضمَمتُ بعضَه إلى بعض، فتكوّنت منه أصولٌ متعدّدة لكتب من ذوات الموضوع الواحد، وبقي عليّ مراجعةُ هذه الأصول -بعد صَفّها- وتصحيحُها ودفعها إلى المطبعة.
وكان من ثمرة هذا العمل كتاب «نور وهداية» الذي وفق الله إلى إصداره في العام الماضي، وكذلك كان منها هذا الكتاب، «فصول في الثقافة والأدب». غيرَ أني لمّا بدأت بتصحيح مادته وجدت نقصًا في أصول بعض المقالات، وقرأت إشارات -في سواها- إلى مقالات لم أجد لها أصولًا عندي، فعزمت عندئذ على حل هذه المعضلات جميعًا. وفكرت فاهتديت إلى حل؛
1 / 5