250

Chapitres sur le prosélytisme et la réforme

فصول في الدعوة والإصلاح

Maison d'édition

دار المنارة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

الأستاذ الأكبر للفلسفة في أكبر جامعات الأرض يومئذ، المدرسة النظامية، وألف كتاب «مقاصد الفلاسفة» فكان أحسن معبِّر عنها وأصحّ مرجع فيها، ثم رد عليها في كتاب «تهافت الفلاسفة»، فكان هذا الكتاب ضربة لها قاضية عليها، لم تقم لها بعده قائمة في المشرق.
ولست أريد من كل من يرد على «الاشتراكية» -مثلًا- أن ينقطع إليها حتى يصير أستاذًا فيها، بل أريد أن يفهمها ليعرف ما هي حقيقة الشُّبَه التي يرد عليها. وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل وكثير من العلماء قد كرهوا شرح أقوام الخصوم ولو للردّ عليها (لئلا يكون في ذلك نشر لها) فلقد ارتضوا جميعًا شرحها إذا عَمّ أمرها وطَمّ شرها، كما هي الحال في مسألة الاشتراكية اليوم.
لذلك أشرح أولًا ما هي الاشتراكية، ثم أبيّن حكم الإسلام فيها.
* * *
كلمة «الاشتراكية» ليس لها معنى علمي واضح محدَّد لأنها تُطلَق على ألوان مختلفة من المذاهب اليسارية، مما اعتاد المؤلفون أن يسمّوه «الاشتراكية الخيالية» إلى الماركسية أو الشيوعية التي يسمونها «الاشتراكية العلمية»، وهذه أيضًا على درجات، فهي في الصين الشعبية مثلًا أشدّ منها في روسيا السوفييتية.
أما «الاشتراكية الخيالية» فهي ما جاء في مجموعة من الكتب صدرت في أوربا وأميركا في هذه القرون الثلاثة الأخيرة، تخيّل

1 / 270