استطرد دارتانيان قائلا: «هناك شخص آخر يستطيع أن يخبرك بأنه يحمل أمر العفو عنه في جيبه.»
صاح ريشلييه وقد علت وجهه الدهشة: «العفو عنه! ومن الذي وقع عليه؟» «موقع عليه من سموك.» «أنا الذي وقعت عليه؟ إنك لمجنون، يا سيدي!»
قدم دارتانيان إلى الكاردينال قصاصة الورق الثمينة، التي حصل عليها آثوس من ميلادي، وسلمها بدوره إليه لتكون درعا له، وقال: «لا شك في أن سموك ستتعرف على خط يدك!»
تناول الكاردينال قصاصة الورق، وقرأ بصوت متثاقل:
3 ديسمبر سنة 1627
بأمري ولصالح الدولة فعل حامل هذه ما فعله.
ريشلييه
بعد أن قرأ الكاردينال السطرين، وقف يفكر مليا. ويبدو أنه لم يقرر ماذا يفعل؛ لأنه أخذ يقلب الورقة في يده.
وأخيرا، رفع الكاردينال رأسه، ونظر إلى وجه دارتانيان الذي ينم عن ذكاء متوقد، وفكر في مستقبل هذا الشاب، وتأمل فيما يمكن أن يفعله نشاطه وجرأته وفهمه .. فكم من مرة بلبلت جرائم ميلادي وسطوتها وشرها عقل الكاردينال. وإذ ماتت الآن فقد أحس بالطمأنينة وراحة البال.
وصل الكاردينال إلى قرار، فمزق الورقة بروية قطعا صغيرة، وذهب إلى مكتبه وخط بضعة أسطر على ورقة مطبوعة قيمة المنظر، ووقع عليها.
Page inconnue