قال لورد وينتر لدارتانيان: «أي صديقي الشاب، إن سمحت لي بأن أناديك بهذا، أود أن تقابل أختي، ليدي وينتر، كي تضيف شكرها إلى شكري.»
أشرق وجه دارتانيان سرورا، وأبدى موافقته بانحناءة شديدة.
وقبل أن ينصرف اللورد وينتر، أعطى دارتانيان عنوان أخته - رقم 6، الميدان الملكي - وهو يقع في منطقة جد راقية. ووعده بأن يذهب إليه في ذلك المساء لكي يصحبه إلى هناك، فحدد له دارتانيان الساعة الثامنة في بيت آثوس.
أسرع دارتانيان إلى بيته مباشرة، فاستبدل ملابسه وارتدى أفضل حلة، وأسرع إلى آثوس فأخبره بخططه فيما يختص بميلادي.
أصغى إليه آثوس مليا، ثم هز رأسه ببطء، ناصحا إياه بأن يحتاط جيدا. ولم يتنبه دارتانيان لنغمة الحزن الذي شابت صوته.
قال دارتانيان: «أنا لم أقع في غرام ميلادي، وإنما هدفي الوحيد، هو أن أكتشف بالضبط، الدور الذي تقوم به في البلاط.» «يا لرحمة السماء! ليس هذا صعب التخمين، بعد الذي أخبرتني به. لا شك في أنها والرجل ذا الندب من جواسيس الكاردينال. كن على حذر، وإلا جرتك إلى شرك لن تفلت منه!» «عزيزي آثوس، إنك تنظر دائما إلى الجانب المعتم من الأمور.» «أنا لا أثق بالنساء، ولا سيما الجميلات منهن. كيف لي أن أفكر في غير ذلك! لقد اشتريت خبرتي غاليا. قل لي، هل ميلادي جميلة؟» «إنها من أجمل النساء اللائي وقعت عليهن عيناي!» «آه، يا عزيزي دارتانيان المسكين!» «اسمع، يا آثوس، أنا لا أريد إلا أن أكتشف شيئا ما، وعندما أكتشفه، فلن تهمني هي بعد ذلك في كثير أو قليل.»
قال آثوس كسيفا: «افعل ما يحلو لك، يا صديقي الصغير، ولكن الزم جانب الحذر.»
الفصل الرابع عشر
ميلادي تستقبل دارتانيان
بر لورد وينتر بوعده، فذهب إلى دارتانيان في الساعة الثامنة ليصحبه ليقابل أخته ميلادي.
Page inconnue