من الجلي أن خادمة هذه السيدة الجميلة قد تأثرت بمظهر دارتانيان الحسن؛ إذ ظلت عيناها مشدودتين إليه، وبدا على وجهها القلق، حين سارت العربة تاركة الرجلين، يواجه كل منهما الآخر.
قام شقيق ميلادي بحركة، وكأنه سيتبع العربة، إلا أن دارتانيان استوقفه قائلا: «يبدو لي، يا سيدي، أنك أغبى مني؛ إذ سرعان ما نسيت أن ثمة عراكا بسيطا بيننا يجب تسويته!»
قال الرجل الإنجليزي: «أترغب في نزال رجل أعزل؟ يمكنك أن ترى بوضوح أن ليس معي سيف.» «عسى أن يكون لديك سيف في البيت، فإن لم يكن، فمعي اثنان، أعيرك واحدا منهما.»
قال الرجل الإنجليزي: «هذا ليس ضروريا. أنا مزود بأمثال هذه اللعب!»
قال دارتانيان: «حسن جدا، يا سيدي، هات أطول سيف عندك، وتعال أرنيه هذا المساء.» «أين؟» «خلف قصر لوكسمبورغ. هناك ساحة هائلة للألعاب، بجانب القصر. وهناك سألقنك كيف تلعب!» «عظيم! سأكون بانتظارك.» «في أي وقت؟» «في الساعة السادسة. ولتصطحب معك - بهذه المناسبة - صديقا أو اثنين.» «لدي ثلاثة، سيكون مدعاة لسرورهم أن ينضموا إلى هذه اللعبة معي.» «ثلاثة؟ هذا رائع! فعدد أصدقائي كذلك ثلاثة. بهذه المناسبة خبرني من تكون؟» «أنا السيد دارتانيان، رجل غسقوني، أعمل في حرس الملك. ومن أنت؟» «أنا اللورد وينتر، بارون شفيلد.»
قال دارتانيان: «حسن جدا. إذن، فموعدنا الساعة السادسة هذا المساء.» وأدار حصانه، وانطلق عائدا به إلى باريس.
وكالمعتاد في مثل هذه الحالات، ذهب دارتانيان مباشرة إلى منزل آثوس، وحكى له كل ما حدث.
انطلق الاثنان من فورهما، إلى بورثوس وأراميس، فلما قدما أخبراهما بالموعد المتفق عليه في المساء خلف قصر لوكسمبورغ.
استل بورثوس حسامه، ولوح به في الهواء مزهوا بما سيفعله بخصمه.
ذهب أراميس إلى حجرة أخرى، في هدوء، ليكمل قصيدة كان ينظمها، وطلب منهم ألا يزعجوه إلى أن يحين وقت المبارزة.
Page inconnue