صاح دارتانيان: «أتقصد بواسطتنا؟» «لماذا أعدت المنديل إلي بغباء؟» «لماذا أوقعته أنت بغباء؟» «يبدو أنه ينبغي علي أن ألقنك درسا.» «وأنا سأعيدك إلى دراساتك. امتشق سيفك في الحال.» «ليس هكذا، ليس هنا على الأقل. أود أن أقتلك في زاوية ما، هادئة. سيسرني وجودك في الساعة الثانية بمكتب السيد دي تريفي.»
انحنى الشابان وافترقا؛ فلما رأى دارتانيان أن الساعة تقترب من الثانية عشرة، أسرع إلى خلف قصر لوكسمبورغ.
فكر دارتانيان في نفسه، قائلا: «يقينا ، لا يمكن التراجع الآن. ولكني إذا قتلت، فعلى الأقل يكون الذي قتلني فارسا.»
الفصل العاشر
الساعة الثانية عشرة خلف قصر لوكسمبورغ
ذهب دارتانيان إلى حيث موعده مع آثوس، لا يرافقه أي صديق؛ إذ لم يكن يعرف أحدا في باريس.
لم يكن هذا الغسقوني الصغير، كما سنعرف الآن، رجلا عاديا؛ فعلى حين كان يؤكد لنفسه أنه مقتول لا محالة، لم يفكر قط في أن يموت هادئا مثلما يفعل أي شخص أقل جرأة. وهنا تذكر نصيحة والده التي تقول: «لا تتقبل النقد من أي شخص دون الملك والكاردينال.» فهرول، بدلا من أن يسير، نحو قصر لوكسمبورغ.
حين وصل على مرأى من مكان اللقاء، كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة، وكان آثوس ينتظر هناك منذ خمس دقائق، جالسا فوق جذع شجرة متداعية؛ إذ كان لا يزال متأثرا بجرحه. ولما أبصر دارتانيان، نهض وسار في أدب بضع خطوات ليقابله، فخلع دارتانيان قبعته وانحنى له.
قال آثوس: «لقد ارتبطت، يا سيدي، مع اثنين من أصدقائي ليكونا في صحبتي، ولكنهما، على نقيض عادتهما، ولدهشتي العظمى، لم يحضرا بعد!»
قال دارتانيان: «أما من ناحيتي، فليس في صحبتي أحد؛ إذ لا أعرف أحدا في باريس، حتى الآن، ما خلا السيد دي تريفي، الذي أوصاه بي أبي.»
Page inconnue