من الهدي النبوي في تربية البنات
من الهدي النبوي في تربية البنات
Maison d'édition
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة (٣٤)
Année de publication
العدد (١١٧)
Genres
وَمِمَّا يدل على شهامته وَصدقه قصَّة إِسْلَامه ﵁ فقد كَانَ فِي تِجَارَة لقريش إِلَى الشَّام وَفِي طَرِيق عودته إِلَى مَكَّة المكرمة لَقيته سَرِيَّة فَأخذُوا مَا مَعَه، وَجَاء تَحت اللَّيْل إِلَى زَوجته زَيْنَب – وَقد كَانَت فِي الْمَدِينَة وَفرق بَينهمَا الْإِسْلَام فَهُوَ لم يدْخل فِي الْإِسْلَام بعد – فَاسْتَجَارَ بهَا فَأَجَارَتْهُ وَخرجت وَالنَّبِيّ ﷺ صلى بِالنَّاسِ الْفجْر فَقَالَت: "أَيهَا النَّاس إِنِّي قد أجرت أَبَا الْعَاصِ بن الرّبيع" فَلَمَّا سلم الرَّسُول –ﷺ أقبل على النَّاس فَقَالَ: "أَيهَا النَّاس هَل سَمِعْتُمْ الَّذِي سَمِعت؟ " قَالُوا:"نعم" قَالَ: "أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا علمت بشيىء حَتَّى سَمِعت مَا سَمِعْتُمْ وَأَنه يجير على الْمُسلمين أَدْنَاهُم" ثمَّ انْصَرف رَسُول الله –ﷺ فَدخل على ابْنَته زَيْنَب فَقَالَ: "أَي بنية أكرمي مثواه وَلَا يخلصن إِلَيْك فَإنَّك لَا تحلين لَهُ" قَالَ: وَبعث –ﷺ فحثهم على رد مَا كَانَ مَعَه فَردُّوهُ بأسره لَا يفقد مِنْهُ شَيْئا فَأَخذه أَبُو الْعَاصِ فَرجع بِهِ إِلَى مَكَّة فَأعْطى كل إِنْسَان مَا كَانَ لَهُ ثمَّ قَالَ: "يَا معشر قُرَيْش هَل بَقِي لأحد مِنْكُم عِنْدِي مَال لم يَأْخُذهُ؟ " قَالُوا: "لَا فقد وجدناك وفيًا". قَالَ: "فَإِنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وَالله مَا مَنَعَنِي عَن الْإِسْلَام عِنْده إلاَّ تخوف أَن يَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أردْت أَن آكل أَمْوَالكُم فَلَمَّا أَدَّاهَا الله إِلَيْكُم وفرغت مِنْهَا أسلمت"١.
وَقد زوجه النَّبِي –ﷺ من ابْنَته زَيْنَب عِنْدَمَا طلبت مِنْهُ أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد –﵂ أَن يُزَوّجهَا لَهُ فَوَافَقَ النَّبِي –ﷺ على طلبَهَا٢؛ لما يعرف
_________
١ ابْن كثير، (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) ٢/٥٢٠ دَار الْمعرفَة للطباعة والنشر، بيروت، تَحْقِيق مصطفى عبد الْوَاحِد
٢ ابْن هِشَام (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) ٢/٦٥١ مؤسسة عُلُوم الْقُرْآن، تَحْقِيق مصطفى السقا وَآخَرُونَ، ب ت.
1 / 401