141

خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة

خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة

Maison d'édition

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

المبحث الأول
خصائص خطبة الجمعة تعد خطبة الجمعة من أهم - إن لم تكن أهم - وسائل الاتصال بالناس، وأعظمها أثرا، فهي تتميز عن غيرها من الوسائل كالتلفاز، والإذاعة، والهاتف، وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري بعدة مزايا، منها:
١ - الجو الروحاني الذي تتم فيه الخطبة، فهي تتم في بيت من بيوت الله تعالى تعمره السكينة، وتغشاه الرحمة، ويغمره الخشوع، وتحفه الملائكة الأطهار، ففي الحديث الثابت عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (١) .
وهذا ينطبق على خطبة الجمعة، فالحضور في بيت من بيوت الله، إما يتلون كتاب الله تعالى قبل الخطبة، أو يستمعون إلى الخطيب يدارسهم القرآن بتفسير بعض الآيات، أو بيان بعض الأحكام، أو توضيح بعض الهدايات، فتتنزل السكينة عليهم، وتعمهم رحمة الله تعالى، وتحيط بهم الملائكة، ويذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم، تباهيا بهم، وتشريفا لقدرهم.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله ﷿ تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا. . .» الحديث (٢) .

(١) رواه مسلم (الذكر والدعاء- ٢٦٩٩) .
(٢) رواه مسلم (الذكر والدعاء - ٢٦٨٩) .

1 / 161