رد فرانكنشتاين سريعا: «معذرة، أرجو أن تغفر لي تحدثي بهذه الحدة. دعنا نتحدث عن شيء آخر.»
غيرت الحديث نزولا على رغبته، وتحدثنا عن طفولتي وأختي التي تعيش في لندن ثم أوينا إلى الفراش.
اعتذر فرانكنشتاين مرة أخرى في الصباح التالي قائلا: «روبرت، لم أقصد أن أصرخ فيك. واعلم أنني فقدت كل شيء أحببته في هذه الحياة بما في ذلك زوجتي وصديق عزيز لي. أريد أن أخبرك بالقصة بأكملها. أظن أنها قد تساعدك في معرفة طريقك.»
الفصل الثاني
حكاية فيكتور فرانكنشتاين
كما يرويها هو
تنحدر عائلتي من جنيف. كدح أبي في العمل بشدة في شبابه. لقد أضنى نفسه في العمل بحق حتى إنه لم يفكر في أي شيء بخلاف واجبه نحو وطنه. حتى الحب بدا أقل أهمية في نظره، ولم يتزوج إلى أن تقدم به العمر.
تتجلى طبيعة صلاح أبي الحقيقية في قصة زواجه من أمي؛ فقد كان لأبي صديق عزيز اسمه بوفورت فقد كل ما يملك ومر بظروف عصيبة. علم الرجل أن حياته قد انهارت، وكان معه من المال ما يكفي فقط لسداد ديونه قبل أن يرحل هو وابنته إلى لوسرن. ولم يرد بوفورت أن يرى أصدقاءه بعدما حدث له؛ إذ كان رجلا أبيا لم يشأ أن يعرف أحد ما حل به.
وطوال عشر سنوات كاملة ظل أبي يبحث عن صديقه ظنا منه أنه في مقدوره أن يجعله يعود إلى بلدته، وأراد أن يساعده في الوقوف على قدميه مرة أخرى.
ولما عثر عليه أبي أخيرا كانت حاله أسوأ كثيرا مما يمكن أن يخطر ببال أبي. كان بوفورت في حالة إعياء شديد، واضطرت ابنته كارولين أن تترك عملها كي تتفرغ لرعايته، وكان كل ما بحوزتهما معا بضع سنتات لا غير. وعلى الرغم من الحياة القاسية التي عانتها كارولين، فإنها احتفظت برقة وطيبة فؤادها اللتين رآهما والدي فوقع في غرامها.
Page inconnue