أغلق الباب بقوة وراءه ثم ركض في الظلام، وشعرت بالبرد القارس وأنا أطارده بالخارج، وقبل أن أتمكن من الإمساك به قفز المسخ إلى القارب وجدف منطلقا عبر المياه، وبعد قليل توارى عن الأنظار وسط الأمواج فلم أعد أراه.
كان الهدوء يسود البيت، فكان الصوت الوحيد الذي أسمعه هو صوت المحيط. ودوت كلمات المسخ الأخيرة في أذني: «سأكون معك في ليلة زفافك.»
ترى ماذا يقصد بذلك؟!
صحت في هلع: «قطعا يريد المسخ أن يؤذي إليزابيث.» وللمرة الأولى منذ أشهر جلست وأجهشت بالبكاء. لا بد أن أمنعه بأي وسيلة ممكنة. لا بد أن أمنعه قبل أن يؤذي أي شخص أحبه في هذا العالم.
الفصل السادس عشر
الاتهام
استيقظت في الصباح التالي ولا زال الغضب من نفسي ومن المسخ يتملكني. غادرت المنزل وقضيت الصباح أهيم على وجهي كالشبح. كنت بعيدا للغاية عن كل ما أحبه من أشياء وأشخاص. جلست على الشاطئ هذا اليوم ساعات كثيرة، وكنت أشعر بالبرد والخوف والجوع. وما من شيء استطاع أن يجعلني أفيق من غفلتي، لا شيء فيما عدا زيارة من الساعي الذي أحضر لي رزمة من الخطابات.
كانت هناك خطابات من والدي ومن إليزابيث، لكنني كنت مغتما للغاية فلم أستطع أن أفتحها. وكان هناك أيضا خطاب من هنري. جعلتني رؤية خط يده المألوف لي أشعر بشيء من التحسن، ففتحت الخطاب الذي كان مليئا بالقصص الممتعة حول رحلته، وأخبرني كم الحياة في اسكتلندا ممتعة، وأخبرني أن خططه للسفر إلى الهند تسير على ما يرام. أخبرني أنه تلقى خطابا من صديق في لندن يخبره أنه لا بد أن يعود إلى هناك في أسرع وقت ممكن.
قال هنري في الخطاب: «فيكتور، أنا مضطر أن أترك اسكتلندا اليوم. أعرف أنه كان من المفترض أن نلتقي في إدنبرة، لكن لم لا تسافر إلى لندن بدلا من إدنبرة؟»
لم يكن هناك ما يدعوني إلى البقاء في جزر أوركني الآن. لم يكن هناك سوى الألم والندم على اقتراف الكثير من الأخطاء. وكان هناك الكثير من الأمور التي علي أن أقوم بها قبل أن أعود إلى الوطن، وأولها هو تنظيف مكان تجربتي الأخيرة غير المكتملة.
Page inconnue