167

Foundations and Principles and Applications of Reflection

القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

Maison d'édition

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

Genres

عن المنكر ضدين -أحدهما طَلَب الإيجاد، والآخر طَلَب الإعدام- كانا كالنوعين المُتغايرين المُتضادين، فَحَسُن لذلك العطف» (١). ٤ - قال تعالى: ﴿قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤)﴾ (طه). قال ابن هُبيرة ﵀: «قرأ عَلَيَّ قارئ: ﴿قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي (٨٤)﴾ (طه)، ففكرت في معنى إسقاط (ها) (٢) فنظرت فإذا وَضْعها للتنبيه، والله لا يجوز أن يُخاطَب بهذا، ولم أر أحدًا خاطب الله ﷿ بحرف التنبيه إلا الكفار، كما قال ﷿: ﴿قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ﴾ (النحل: ٨٦)، ﴿رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا﴾ (الأعراف: ٣٨)، وما رأيت أحدًا من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه، والله أعلم. فأما قوله: ﴿وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨)﴾ (الزخرف)، فإنه قد تقدم الخطاب بقوله: ﴿يَارَبِّ﴾، فبقيت (ها) للتمكين» (٣). قال: «ولما خاطب الله ﷿ المنافقين قال: ﴿هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (النساء: ١٠٩)، وكرم المؤمنين بإسقاط (ها)، فقال: ﴿هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ﴾ (آل عمران: ١١٩)، وكان التنبيه للمؤمنين أخف» (٤).

(١) بدائع الفوائد (٣/ ٥٢ - ٥٤). (٢) في الأصل: «فأفكرت في معنى اشتقاقها»، والمثبت أعلاه من ترجمة ابن هبيرة في مقدمة الإفصاح. وهو أوضح في المعنى. (٣) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٤). (٤) السابق.

1 / 174