264

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

Maison d'édition

جامعة المدينة العالمية

Genres

هذا الاقتداء والحبّ يجب أن يضَعَه المسلم في مقدّمة أموره، ويجعله من أوّليات حياته، وأن لا يعادل به الدنيا بأسرها، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة:٢٤).
ولقد بيّن القرآن الكريم: أن الاستجابة لأمْر الله والاقتداء برسول الله هو إكسير الحياة الكريمة العزيزة لهذه الأمّة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال:٢٤).
ولقد وضحت شفقةُ الرسول ﷺ على هذه الأمّة، ورحمتُه بها، ومدى حاجتها إلى سُنّته والاقتداء به، ولا سيما الدّعاة إلى الله؛ فعن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلي ومَثَلكم كمَثَل رجل أوقد نارًا، فجعل الجنادب والفراش يقعْن فيها، وهو يذبّهن عنها. وأنا آخذ بحُجزكم عن النار، وأنتم تفلّتون من يديّ»، رواه مسلم.
الجنادب: مثل الجراد والفراش الذي ينجذب للنار، والحُجُز: جمع حُجزة، وهو: معقد الإزار.
ولقد تعدّدت النصوص من القرآن والسُّنّة على وجوب الاقتداء بالرسول ﷺ.
فمن القرآن الكريم:
- قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ (النساء:٥٩).
- وقال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه﴾ (النساء:٨٠).

1 / 291