أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
Maison d'édition
جامعة المدينة العالمية
Genres
الشهرية وخلال فترة الولادة والنفاس، ولم يوجب الإسلام عليها القضاء. كما أباح لها الإفطار في رمضان بسبب الولادة والرضاعة أو خلال فترة الحيض والنفاس، وأوجب عليها القضاء بعد زوال هذه الأسباب.
وفي شؤون الحياة وأمور الدنيا، دعا الإسلام إلى التوسط والاعتدال في كل شيء، ومن ذلك ما يلي:
١ - الإنفاق المالي يضع الإسلام قواعده الاقتصادية، فلا يمسك الإنسان يده عن الإنفاق ويكنز المال ويحرم منه نفسه وأهله، ولا يبعثره في تبذير وسَفه ذات اليمين وذات الشمال. قال تعالى مبيِّنًا ضوابط الإنفاق، وألاّ يتجاوز حدّ التوسط والاعتدال: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ (الإسراء:٢٩).
وبيّن القرآن الكريم أنّ من صفات المتّقين من عباده: الاعتدال في الإنفاق، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان:٦٧).
٢ - في مجال الأكل والشرب، فإن الاعتدال فيهما هو ميزان صحّة الإنسان وسلامته، قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف:٣١).
ثالثًا: ذمّ الإسلام أن يبالغ الإنسان في أداء العبادات وأنواع الطاعات إلى الحدّ الذي يُخرجها عن حدود ما شرعه الله وسَنّهُ الرسول ﷺ، ويفوق الطاقة البشرية، ويصِل بها إلى الإجهاد البدني؛ لذلك نهى النبي ﷺ عن الابتداع في الدِّين، فقال ﷺ: «مَن أحدث في أمْرنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ»، متفق عليه.
1 / 269