174

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

Maison d'édition

جامعة المدينة العالمية

Genres

المصانع؛ فينبغي على الدّعاة أن يذهبوا إلى تلك الأماكن، ويُبصّروا العاملين فيها بأحكام الإسلام وحدود الدِّين، ويَدْعونهم إلى المعروف وينهَوْنَهم عن المنكر، ويكشفون لهم عمّا ابتُدِع في الدِّين من أمور قد يظنّها البعض عبادات وهي ليست منه. وهذا هو الخير الذي وجّه إليه ﷺ حيثما قال: «مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّين». ثانيًا: تقوية الإيمان، واستثمار الوازع الدِّيني الإنسان يحمل بين حنايا صدره وجوانب نفْسه دوافعَ الخير ونوازع الشّرّ، قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (الشمس:٧،٨)، وقال تعالى: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد:١٠). فلا يوجد شخص على خير مطلقًا، أو في شرٍ مطلقًا. ولقد أودع الله في قلب الإنسان ميزانًا يَزِن به الخير من الشر، قال ﷺ: «البِرُّ: ما اطمأنّت إليه النّفْس. والإثم: ما حاك في صدرك، وكرِهتَ أن يطّلع عليه الناس». فيجب على الدّعاة أن يستثمروا جوانب الفطرة النّقيّة في الإنسان، والتي يولد كلّ إنسان مجبول عليها، كما قال ﷺ: «كلّ مولودٍ يولَد على الفطرة؛ فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانِه». يجب أن يعمل الدّاعية على تقوية الوازع الدِّيني في الشخص الذي أمامه، ويتعهد ما لديْه من بقية صلاح أو مروءة بالعناية والرعاية، كما يتعهّد الإنسان الزرع الأخضر الصغير لِينمو ويكبر، ويقضي على ما حوله من شجر خبيث. ولْيبدأْ بمَنْحه الثقة والاعتزاز بما لديْه من بعض صفات الخير فيُقوِّيها، فكلّما قويت تضاءلت في نفسه نوازعُ الشّرّ، وضمرت مسالك المعصية، وسُدّت منافذُ الشيطان.

1 / 191