Le Livre des différentes sectes
الفصل في الملل والأهواء والنحل
Maison d'édition
مكتبة الخانجي
Lieu d'édition
القاهرة
كَانَ لَهُ أدنى فهم فَهَذَا هُوَ الْحق لَا مَا تدعيه النَّصَارَى من الْكَذِب البحت فِي أَن الْمُلُوك دخلُوا دينهم طَوْعًا وَقد كذبُوا فِي ذَلِك لِأَن أول ملك تنصر قسطنطين باني الْقُسْطَنْطِينِيَّة بعد نَحْو ثَلَاثمِائَة عَام من رفع الْمَسِيح ﵇ فَأَي معْجزَة صحت عِنْده بعد هَذِه الْمدَّة وَإِنَّمَا نصرته أمه لِأَنَّهَا كَانَت نَصْرَانِيَّة بنت نَصْرَانِيّ تعشقها أَبوهُ فَتَزَوجهَا هَذَا أَمر لَا تناكر بَين النَّصَارَى فِيهِ والنشأة لَا خَفَاء بِمَا تؤثره فِي الْإِنْسَان وَأما من اتبع النَّبِي ﷺ فَإِنَّهُم اتَّبعُوهُ إِذْ بَلغهُمْ خَبره فِي حَيَاته ﵇ للآيات الَّتِي كَانَت لَهُ بِحَضْرَة جَمِيع أَصْحَابه كإعجاز الْقُرْآن وانشقاق الْقَمَر وَدُعَاء الْيَهُود إِلَى تمني الْمَوْت وإخبارهم بعجزهم عَن ذَلِك وَأَنَّهُمْ لَا يتمنونه أصلا والإنذار بالغيوب ونبعان عين تَبُوك فَهِيَ كَذَلِك إِلَى الْيَوْم ونبعان المَاء من بَين أَصَابِعه بِحَضْرَة الْعَسْكَر وإطعامه النَّفر الْكثير من طَعَام يسير مرَارًا جمة بِحَضْرَة الجموع وإخباره يَأْكُل الأرضة كل مَا فِي الصَّحِيفَة الْمَكْتُوبَة على بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب حاشى أَسمَاء الله تَعَالَى فَقَط وأنظاره بمصارع أهل بدر بِحَضْرَة الْجَيْش موضعا موضعا ولنور الْوَاقِع فِي سَوط الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي وحنين الْجذع بِحَضْرَة جَمِيعهم وَدفع أَرْبَد عَنهُ قَضَاء غُرَمَاء جَابر من تمر يسير مَشى بجنبه وتزويد عمر وَأَرْبَعمِائَة رَاكب من تمر يسير بَقِي بجنبه ورميه هُوَ إِذن بِتُرَاب عَم عيونهم وَخُرُوجه بِحَضْرَة مائَة من قُرَيْش وهم لَا يرونه وَدخُول الْغَار وهم عَلَيْهِ لَا يرونه وَفتح الْبَاب فِي حجر صلد فِي جنب الْغَار لم يكن فِيهِ قطّ وَلَو كَانَ هُنَالك يَوْمئِذٍ لما أمكنه الاختفاء فِيهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ بَين الْبَابَيْنِ إِلَّا أقل من ثَمَانِيَة أَذْرع وَهُوَ ظَاهر إِلَى الْيَوْم كل عَام وكل حِين يزوره أهل الأَرْض من الْمُسلمين وَلَو رام الْبَاب الثَّانِي فِي ذَلِك الْحجر أهل الأَرْض مَا قدرُوا على إزاحته سالما عَن مَكَانَهُ وَلَو كَانَ ذَلِك الْبَاب هُنَالك يَوْمئِذٍ لرآه الطالبون لَهُ بِلَا مؤونة لأَنهم لم يَكُونُوا إِلَّا جموع قُرَيْش لَعَلَّهُم ميثون كَثِيرَة وآثار رَأسه الْمُقَدّس فِي ذَلِك الْحجر وآثار كَتفيهِ ومعصمه وَظَاهر يَده بَاقٍ إِلَى الْيَوْم فعل الله تَعَالَى مَنْقُول نقل الكواف جيلًا عَن جيل وَرمي الْجمار الَّذِي ترميه مَا لَا يُحْصِيه إِلَّا الله تَعَالَى كل عَام ثمَّ لَا يزِيد حجمه فِي ذَلِك الْموضع وَرمى الله تَعَالَى جَيش أَبْرَهَة صَاحب الْفِيل إِذْ غزا مَكَّة عَام مولده ﷺ بِالْحِجَارَةِ الْمُنكرَة بأيدي طير مُنكرَة وَنزلت فِي ذَلِك سُورَة من الْقُرْآن متلوة إِلَى الْيَوْم وَكَانَ ذَلِك ببركته ﵇ وإنذاراته وشكوى الْبَعِير إِلَيْهِ وإبراء عَيْني عَليّ من الرمد بِحَضْرَة الْجَمَاعَات فِي سَاعَة وسوخ قَوَائِم فرس سراقَة إِذْ تبعه ودور الشَّاة الَّتِي لَا لبن لَهَا مرَارًا وتسبيح الطَّعَام وَكَلَام الذِّئْب ومجيئه وَقَوله للْحكم إِذْ حُكيَ مشيته كن كَذَلِك فَلم يزل يرتعش إِلَى أَن مَاتَ وعائه للمطر قاتي للْوَقْت وَفِي الصحو فانجلى للْوَقْت وَظُهُور جِبْرِيل ﵇ مرَّتَيْنِ مرّة فِي صُورَة دحْيَة ثمَّ أَتَى دحْيَة بِحَضْرَة النَّاس وَأُخْرَى فِي صُورَة رجل لم يعرفهُ أحد وَلَا رُؤِيَ بعْدهَا وَقَوله إِذْ خطب بنت ابْن عَوْف بن الْحَارِث ابْن عَوْف بن أبي حارسة الْمُزنِيّ فَقَالَ لَهُ أَبوهَا أَن بهَا بَيَاضًا فَقَالَ لتكن كَذَلِك فبرصت فِي الْوَقْت وَهِي أم شبيب بن البرصاء الشَّاعِر الْمَشْهُور غير هَذَا كثير جدا مَعَ مَا ذكرنَا من أَن أول من تنصر
2 / 71