63
ويعود ما بينهم مشرقا مثريا مونقا، وهل نسيت قول الله جل شأنه يصف أهل الجنة:
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ؟ قلت - والشيء يذكر بالشيء - ولماذا مني العالم في العاجلة بالخلاف والشقاق، وعلام كل هاتيكم الأحقاد والحزازات، والشرور والإساءات، والمصائب والآفات. قال الأستاذ:
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
قال عبده الحامولي: ولم لا يكون الاختلاف في الحياة الدنيا بين الأفراد والجماعات إنما يقصد به إلى معنى نبيل حلو جميل، ما منه بد! ألسنا قد نشئنا كأنغام الموسيقى، هي وإن اختلفت غير أن مجموعها يؤلف من هذا الاختلاف نغما موسيقيا منسجما بديعا يطرب السمع ويملك على المرء مشاعره؟ قال الشيخ حسن الطويل: هذا الخلاف يرجع إلى الحكمة البالغة في إيجاد الخير والشر. قال أحمد فتحي زغلول: ويرجع إلى طبيعة البشر. قال محمود سامي البارودي: تلك الطبيعة التي خلقها الله من صلصال من حمأ مسنون،
64
ولله علي بن العباس إذ يقول:
اعلم بأن الناس من طينة
يصدق في الثلب لها الثالب
65
Page inconnue