Les Sectes Chiites
فرق الشيعة
Maison d'édition
دار الأضواء
Année de publication
1404هـ - 1984م
Lieu d'édition
بيروت
وبقي سائر أصحاب أبي جعفر عليه السلام على القول بإمامته حتى توفي وذلك في ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر ودفن بالمدينة في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن الحسين عليه السلام وكان مولده سنة تسع وخمسين ، وقال بعضهم أنه توفي في سنة تسع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة وأمه أم عبد الله بنت الحسن ابن علي بن أي طالب وأمها أم ولد يقال لها صافية ، وكانت إمامته إحدى وعشرين سنة ، وقال بعضهم بل كانت أربعا وعشرين سنة فلما توفي أبو جعفر عليه السلام افترقت أصحابه فرقتين فرقة منهما قالت بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الخارج بالمدينة المقتول بها وزعموا أنه القائم وأنه لاإمام المهدي وأنه قتل وقالوا أنه حي لم يمت مقيم بجبل يقال له العلمية وهو الجبل الذي في طريق مكة ونجد الحاجر عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة وهو الجبل الكبير وهو عنده مقيم فيه حتى يخرج لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القائم المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، وكان أخوه إبراهيم بن عبد الله بن الحسن خرج بالبصرة ودعا إلى إمامه اخيه محمد بن عبد الله واشتدت شوكته فبعث إليه المنصور بالخيل فقتل بعد حروب كانت بينهم ، وكان المغيرة بن سعيد قال بهذا القول لما توفي أبو جعفر محمد بن علي وأظهر المقالة بذلك فبرئت منه الشيعة أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ورفضوه فزعم أنهم رافضة وأنه هو الذي سماهم بهذا الاسم ، ونصب بعض أصحاب المغيرة المغيرة إماما وزعم أن الحسين بن علي أوصى إليه ثم أوصى إليه علي بن الحسين ثم زعم أن أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام وعلى آبائه السلام أوصى إليه فهو الإمام إلى أن يخرج المهدي وأنكروا إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وقالوا لا إمامة في بني علي بن أي طالب بعد أبي جعفر محمد بن علي وأن الإمامة في المغيرة بن سعيد إلى خروج المهدي وهو عندهم محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وهو حي لم يمت ولم يقتل فسموا هؤلاء المغيرية باسم المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد الله القسري ثم تراقى الأمر بالمغيرة إلى أن زعم أنه رسول نبي وأن جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله ، فأخذه خالد بن عبد الله القسري فسأله عن ذلك فأقر به ودعا خالدا إليه فاستتابه خالد فأبى أن يرجع عن قوله فقتله وصلبه وكان يدعي أنه يحيى الموتى وقال بالتناسخ وكذلك قول أصحابه إلى اليوم .
Page 63