Fiqh
الفقه للمرتضى محمد
Genres
وأما ما سألتم عنه مما نقل إليكم عن جدي القاسم رحمة الله عليه في الإناء الذي يقع فيه الخمر وفي قول الله سبحانه: {والتفت الساق بالساق}[القيامة:29]، وفي قول امرأة العزيز، وفي كل ما وقع عندكم فيه اختلاف فليس في شيء منه عندنا شك ولا اختلاف، وقول القاسم فيه هو قول الهادي إلى الحق صلوات الله عليهما فكل ما خالف قول الهادي [607] فلم يقله القاسم رحمة الله عليهما نحن أعرف بمقالة القاسم سرها وعلانيتها ودقيقها وجليلها وبقول الهادي إلى الحق صلوات الله عليه بدقيقه وجليله من كل أحد؛ لأن عندنا من معرفة علمهما ما ليس عند غيرنا ونحن لعلمهما أحفظ وعليه إن شاء الله أحوط فاثبتوا على الحق الذي قد بينا لكم وأخرجوا الشك من قلوبكم [واحذروا شياطين الإنس فهم أشر من شياطين الجن](1) فإنهم يوقعون اللبس ويتبعون من الكتاب ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، قد ألهموا نفوسهم النفاق، وخرجوا من الحق إلى الشقاق، فهم يتعلمون بالأباطيل، ويطلبون قبيح المقال بالتأويل(2)، لا يريدون بذلك الله سبحانه ولا الدار الآخرة وإنما همهم الكذب والتلبيس(3) حسدا منهم وظلما وعماية وجهلا، إذ قصروا في حظهم، وتركوا ما أوجب الله عز وجل عليهم، فهم متحسرون وعلى ما فاتهم متندمون دايبون في التفريق بين المؤمنين وإرصادا لمن عرف الحق من المتقين، وتضعيفا لما ناله بعون الله المتقون ووصل إليه بفضل الله وتأييده المحققون، ليضعوا لنفوسهم أسوة ويحوكوا بحيلهم قدوة، نسوا الله فنسيهم، وخالفوا حكمه فخذلهم، أبناء الدنيا التابعون للمنى، الطالبون للهوى، المباعدون للتقا، فرغوا نفوسهم لطرق الشياطين وهم الذين يلبسون الدين ويمحون بجهلهم ما أوضح الله
Page 113