101

قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذا حديث صحيح لأن الجمعة لا تجب على الأعراب ولا على أهل النجد المتفرقين في البوادي ولا على أهل الطريق المسافرين في الفلوات وإنما الجمعة على أهل القرى المجتمعين المستوطنين فيجب عليهم الاجتماع والخطبة كذلك العيد أن لا تجب الخطبة والإجتماع إلا في قرية.

وسألت: عما روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: إذا بلغ السهام الحقايق فالعصبة أولى.

قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذا حديث لا أعرفه عنه غير أن العصبة لا محالة أولى من غيرهم.

[تفسير حديث: من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا]

وسألت: عن الحديث الذي يروى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا.

قال محمد بن يحيى عليه السلام: أراد أمير المؤمنين بقوله: من أحبنا فليعد للفقر جلبابا أنه لا يحب آل رسول الله صلى الله عليه إلا مؤمن تقي مطيع لله في ذلك زكي فإذا كان كذلك ذخر الله له الآخرة ومنعه الدنيا لأن الله سبحانه لم يرضها لأحد من أوليائه، أما تسمع كيف يقول رسول الله صلى الله عليه: ((إن الله يذود العبد المؤمن عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مراتع [598] السوء))(1)، فكان رسول الله صلى الله عليه على ما قد بلغك من تضايق الحال وتلك حال من كان من ولده صالحا فمن أحبهم كان حاله كحالهم، يروي الله سبحانه عنه ما يزويه عنهم ويدخر له من الكرامة ما يدخر لهم، وقد قال قوم: إن معنى هذا الحديث عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه أراد أن يتخذ لفقر الآخرة وما يحتاج إليه فيها أهبه بهذه المحبة وما قد لبس منها وعرف به.

Page 101