27

Fiqh of the Signs of the Hour

فقه أشراط الساعة

Maison d'édition

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ... " الحديث (١). لقد نصح رسولُ الله ﷺ أصحابَه الذين عاصروه نصائحَ انتفعوا بها كثيرًا: - فقد بَشَّرَ عثمان ﵁ بالجنة، على بلوَى تصيبه. - وأخبر عمَّارًا ﵁ أنه تقتله الفئة الباغية. - وأمر أبا ذزّ ﵁ بأن يعتزلَ الفتنة، وأن لا يقاتل، ولو قُتِلَ. - وكان حذيفَةُ ﵁ يسأله عن الشر؛ مخافَةَ أن يدرِكَهُ، ودلَّه ﷺ كيف يفعل في الفتن. - ونهى المسلمين عن أخذ شيء من جبل الذهب الذي سوف ينحسر عنه الفرات. - وبصَّر أمته بفتنة الدجال، وأفاض في وصفها، وبَيَّنَ لهم ما يعصمهم منها؛ ومِن ثَمَّ قال عبد الرحمن المحاربي: "يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هَذَا الْحَدِيثُ (٢) إِلَى الْمُؤَدِّبِ، حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الْكُتَّابِ." (٣).

(١) رواه مسلم (١٨٤٤)، وأبو داود (٤٢٤٨)، والنسائي (٧/ ١٥٣). (٢) يعني: حديث أبي أمامة ﵁ في شأن الدجال. (٣) رواه ابن ماجه (٢/ ٥١٦).

1 / 27