Fiqh al-Sīrah al-Nabawiyyah by Munir al-Ghadban

Munir al-Ghadhban d. 1435 AH
84

Fiqh al-Sīrah al-Nabawiyyah by Munir al-Ghadban

فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان

Maison d'édition

جامعة أم القرى

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م

Genres

وروى أن إحدى المرتين كان في غنم يرعاها هو وغلام من قريش. فقال لصاحبه: اكفنى أمر الغنم حتى آتي مكة ... وفي المرة الثانية قال لصاحبه مثل ذلك. وألقى عليه النوم فيها كما ألقى في المرة الأولى. ذكر هذا المعنى ابن إسحاق في غير رواية البكائى. وفي غريب الحديث للقتبي:: «بعث موسى ﷺ وهو راعي غنم، وبعث داود ﷺ وهو راعي غنم، وبعثت وأنا راعي غنم أهلي بأجياد». وإنما جعل الله هذا في الأنبياء تقدمة لهم، ليكونوا رعاة الخلق، ولتكون أممهم رعايا لهم. وقد رأى رسول الله ﷺ: «أنه ينزع على قليب (١) وحولها غنم سود، وغنم عفر (٢). قال: ثم جاء أبو بكر ﵁ فنزع نزعا ضعيفا والله يغفر له. ثم جاء عمر فاستحالت غربا (٣) (يعني الدلو)، فلم أر عبقريا يفري فريه» (٤) فأولها الناس الخلافة لأبي بكر وعمر ﵁، ولولا ذكر الغنم السود والعفر لبعدت الرؤيا عن معنى الخلافة والرعاية، إذ الغنم السود والعفر عبارة عن العرب والعجم. وأكثر المحدثين لم يذكروا الغنم في هذا الحديث، ذكره البزار في مسنده، وأحمد بن حنبل في مسنده، وبه يصح المعنى، والله أعلم) (٥). التجارة: عن جابر بن سمرة أو رجل من أصحاب النبي ﷺ قال: (كان النبي

(١) ينزع على قليب: يمتح الماء من البئر. (٢) عفر: ما خالط بياض حمرة. (٣) استحالت غربا: أي علت وفاضت. (٤) يمتح في سقيه ودلائه. (٥) الروض الأنف للسهيلي ١/ ١٩٣.

1 / 89