وهذا مما جربه صاحب النسخة واختبره فوجده كما وصفه ومما جربه ايضا فى معرفة طعم الماء ان يحفر حفرة على قدر ما تريد ثم تاخذ من تراب اسفل الحفرة شيئا وتجعله فى صحيفة وتلقى عليه من الماء الحلو مثل ماء المطر وما اشبهه وتحرك ذلك التراب بالماء وتتركه الى غذ ثم تذوق ذلك الماء فان وجدته عذبا فماء ذلك الموضع عذب وان وجدته على خلاف ذلك فهو ما تجده.
فصل: واذا كانت البير بعيدة الرشا على عشرين قامة فصاعدا او ضعف استخراج الماء منها وثقل على الدابة حبل سانيتها فوجه الحيلة فى تخفيفها وتسهيلها ان تنصب سانيتها على فمها على حسب ما تنصب سائر السواني ثم يعمد الى القايم الذى فيه المغازل القايمة فيقطع ما بقى منه فوق الدور ويترك منه نحو شبر ويقرض سائر ذلك ثم يثقب فى نصف ذلك القايم الذى بقى من القايم ثقبة وتدخل فى تلك الثقبة الطمون فيثقب فيه ثقبتين ويبعد بينهما على حسب ما تسع الدابة بين تلك الثقبتين بكفلها وتدخل فى تلك الثقبتين المجابد من الحبال الذى اليه الدابة ثم يصنع على الطمون سرير بين الثقبتين المصنوعتين للمجابد ثم يوتى بثقالة من الحجارة نحو اربعة ارباع او خمسة فتوضع على السرير المصنوع وتكون الثقالة بازاء كفل الدابة ولا تكون معلقة الى الارض وانما تكون على السرير المذكور، فبهذا العمل يسهل على الدابة اخراج الماء من البير العميقة ولو بلغ عمقها مائة قامة ولا تجد الدابة لهذه الثقالة الموازية لكفلها مؤونة ولا ثقلا بل اقل شىء يحرك هذه السانية فان خيف على الطمون الاعوجاج او غير ذلك لطوله فليعمد الى القائم ويثقب فى الذى ترك منه ثقبتان احداهما فوق الطمون والاخرى تحته ثم يدخل فيهما عود ان يكون غلظهما معا قرب غلظ الطمون وينزل انزالا جيدا فى الطمون ويلوز فيه وتجمع الاطراف فى نصف الطمون بحلقة حديد وتزم زما جيدا فان كان الطمون من ثلاثين شبرا كان العودان من خمسة عشر شبرا وان كان الطمون اقل من ثلاثين فكذلك ينقص من العودين بحسب ذلك وبهذا العمل يتقوى الطمون ولا يخاف عليه الاعوجاج
Page 176