278

Fikr Sami

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية-بيروت

Édition

الأولى-١٤١٦هـ

Année de publication

١٩٩٥م

Lieu d'édition

لبنان

Genres

أمثلة من اجتهاد الخلفاء ﵃
اجتهاد أبي بكر
...
أمثلة من اجتهاد الخلفاء ﵃:
اجتهاج أبي بكر:
ولما توفي النبي ﷺ قام عمر واستلَّ سيفه وقال: مَنْ قال إن محمدًا قد مات ضربت عنقه، فجاء أبو بكر وخطب قائلًا: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، واستدلّ بالقرآن: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ فزال الخلاف١.
تحيروا فيمن يتولّى أمر المسلمين بعده، حيث لم يوص لأحد بعينه نصًّا، فذهبوا لسقيفة بن ساعدة، فقال الأنصار: منا أمير ومن قريش أمير، فخطب أبو بكر وقال: إنا لا ننكر فضلكم ونصرتكم، ولكن الله قدمنا عليكم، فقال: للمهاجرين والأنصار، وقام عمر وأبو عبيدة واستدلَا على أحقية أبي بكر بالخلافة كتابًا وسنة بما هو معلوم، وبالقياس أيضًا، قالَا: رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا، قاسا إمامة الدنيا على إمامة الدين، وبايعاه فبايعه الناس وزال الخلاف٢.
قالوا: أين ندفن رسول الله، فقال أبو بكر في المحل الذي قُبِضَ فيه، واستدلّ على ذلك بالسنة، فأذعنوا وزال الخلاف٣.

١ البخاري في فضائل الصديق "٥/ ٨".
٢ نفس المصدر.
٣ الترمذي في الجنائز "٣/ ٣٢٩"، عن عائشة، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي بكر الميكي، قال الترمذي: يضعف من قبل حفظه، وقال: وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي ﷺ أيضًا.
قلت: رواه ابن ماجه في الجنائز "١/ ٥٢٠"، وفي سنده الحسين بن عبد الله الهاشمي، ضعَّفه ابن معين، وأبو حاتم وقال النسائي: متروك.

1 / 288