La pensée arabe moderne : l'impact de la Révolution française sur son orientation politique et sociale
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Genres
3
الجنبلاطية عليه وجمعوا حشدا وساروا به إلى قرب دير القمر قاصدين طرده وقتل مدبره سعد الخوري، فوعد الأمير بإبطال الضريبة ، فانفض الحشد، واستمر الأميران والجنبلاطية على عزمهم. وفي سنة 1783 اجتمعوا في دار الأمير أفندي ليلا ليمضوا إلى كنيسة التلة ليقسموا على اتفاقهم على طرد الأمير وقتل مدبره. وعرف الأمير ذلك فأكمن لهم المغاربة في طريقهم فقبضوا على الأمير أفندي وفر الأمير سيد أحمد. ولما رأى الأمير يوسف أخاه (أفندي) حملته سورة غضب فقتل أخاه بيده.
وأما الأمير سيد أحمد فاتفق مع الشيخ حسن جنبلاط والشيخ عبد السلام العماد على خلع الأمير يوسف، فخاف الأمير يوسف وأسرع إلى الجزار ووعده بثلاثماية ألف قرش فولاه وأرسل معه عسكرا قام به إلى إقليم الخروب، وحشد الأمير سيد أحمد عسكرا وأرسله مع ابن أخيه الأمير قعدان. والتقى الجيشان بعانوت فانكسر عسكر الأمير قعدان وهو نجا منهزما. وارتاع الأمير سيد أحمد ففر ومعه الشيخ قاسم جنبلاط إلى صليما عند الأمير إسماعيل اللمعي، فضبط الأمير يوسف أملاكهم وهدم مساكنهم. والتجأ الأمير سيد أحمد إلى محمد باشا العظم والي دمشق فولاه على وادي التيم والبقاع وأصحبه بعسكر، وأتى معه الجنبلاطية إلى قب الياس. والتقاهم الأمير فكانت الحرب بينهم ثلاثة أيام، فانهزم الأمير سيد أحمد والجنبلاطية إلى الزبداني، وعاد الأمير يوسف إلى دير القمر وأخذ يصادر محاربي أخيه، ثم تدخل الأمير إسماعيل خال الأمير يوسف بالصلح بينهم وبين ابن أخيه، فرضي الأمير يوسف عنهم بشرط أن يدفعوا ماية وخمسين ألف قرش فدفعوها. وعادوا إلى وطنهم، وأمر الأمير يوسف الأمير سيد أحمد أن يسكن بالشويفات فأطاعه. (2) الثورة على الأمير بشير والجزار سنة 1790-1791
توفي السلطان عبد الحميد الأول سنة 1789 وخلفه السلطان سليم الثالث.
ومما كان في أيامه بسوريا أن الأمير يوسف كتب إلى الجزار يستأذنه بالحضور إلى عكا، فأذنه، فدخل عليه وفي عنقه منديل الخضوع فأمنه وأكرمه وأقام عنده خمسة أشهر. وفي سنة 1790 خلع عليه خلع الولاية على لبنان بعد أن تعهد له بدفع ستماية ألف قرش، ورهن عنده على ذلك ابنه الأمير حسينا ومدبره الشيخ غندور الخوري،
4
واتخذ فارس الشدياق مدبرا عوضا عن غندور، فقام الأمير بشير
5
إلى نيحا ثم إلى عكا وتعهد للجزار بدفع زيادة على ما دفع الأمير يوسف فأنعم عليه بخلعة الولاية على لبنان، وأمر أن يلقى الأمير يوسف بالسجن ومعه عشرة من خدمه من بيت الدحداح وسمعان والبيطار وفارس الشدياق. وأمر الأمير بشير أن يسرع إلى دير القمر ويأخذ معه الأمير حسينا ابن الأمير يوسف. ولما وصل إلى دير القمر قبض على كل من وجده من محازبي الأمير يوسف وأودعهم السجن، ووجه جباة يجمعون المال، فاجتمع الأمراء اللمعيون ووجوه المتن في مأتم الأمير محمد اللمعي وائتمروا على الأمير بشير واختاروا مكانه الأميرين حيدر ملحم وابن أخيه قعدان، وبثوا إلى وجوه البلاد ما عزموا عليه، وطردوا جباة المال، فجمع الأمير بشير رجاله وسار إلى عين داره. واجتمع المتنية في حمانا، وسار الأمير حيدر ملحم إلى عبيه واتفق مع ابن أخيه الأمير قعدان وضوى إليها بعض المشايخ النكدية والعمادية. وخاف الأمير بشير أن يسبقاه إلى دير القمر فأسرع إليها، وأرسل الجزار ألفا من الأرناءوط إلى حرش بيروت، فخاف الأمير حيدر ملحم وقام إلى العبادية واتفق المتنية. وأرسل الأمير بشير رجالا لمساعدة عسكر الجزار، فكانت بينهم وبين المتنيين وقعات انهزم بها المتنيون وقتل منهم خلق كثير، وكتب الأمير بشير إلى الجزار يخبره وينسب هذه الثورة إلى الأمير يوسف. وكان الجزار في طريق الحج فغضب وكتب إلى نائبه في عكا أن يشنق الأمير يوسف ومدبره غندور الخوري، ثم خمد غضبه وكتب إلى نائبه أن يتوقف عن شنقهما. وبلغ الأمر الثاني قبل الأول فأخفاه النائب بإشارة من ابن السكروج لأنه كان عدوا للشيخ غندور وأخذهما إلى المشنقة، فشنق الأمير يوسف، وأما الشيخ غندور فمات خوفا، وقيل شنقا.
إن قتل الأمير يوسف والشيخ غندور لم يخمد الثورة التي ابتدأت في المتن على الأمير بشير. وعند رجوع الجزار من الحج أسف على قتل الأمير يوسف وأمر بقتل ابن السكروج. والتمس الأمير بشير منه إطلاق المسجونين من أتباع الأمير يوسف وكفلهم، فأطلقوا. وكتب الجزار إلى والي دمشق أن يرسل عسكرا لمساعدة الأمير بشير ، وأرسل هو عسكرا إلى البقاع، وأمر الأرناءوط الذين كانوا في حرش بيروت أن يحضروا إلى صيدا. ولما شعر النكدية بمرورهم التقوهم بالسعديات وقتلوا منهم نحو مايتي رجل، فكتب الجزار إلى قائدي عسكريه في صيدا والبقاع أن ينهضا بالعساكر إلى المتن. وسار الأمير بشير بعسكر من صيدا، وأظهر حينئذ العصيان أهل الغرب والشحار والجرد وأهل دير القمر أيضا وتجمعوا وأكمنوا للأمير عند صحراء الشويفات، لكنهم اندحروا وقتل منهم نحو عشرون رجلا.
Page inconnue