68

À notre époque

في زمننا

Genres

جميع من مروا بهم وهم يسيرون في الشارع الرئيسي للمدينة قد حياهم بيدوتسي باهتمام. قال لأحدهم بالإيطالية وهو يرفع طرف قبعته: «صباح الخير يا أرتورو!» حدق موظف البنك فيه من باب مقهى فاشيست. وراحت مجموعات من ثلاثة أو أربعة أفراد تقف أمام المتاجر تحدق في ثلاثتهم. حتى العمال الذين كانوا يعملون على أساسات الفندق الجديد بستراتهم التي تناثر عليها مسحوق الحجارة تطلعوا إليهم حين مروا. لم يتحدث إليهم أحد أو يحيهم بإشارة سوى شحاذ المدينة الذي كان نحيفا وعجوزا بلحية قد زاد من سمكها باللعاب، وقد رفع قبعته حين مروا.

توقف بيدوتسي أمام متجر تمتلئ نافذته بالزجاجات وأخرج زجاجة براندي العنب الفارغة الخاصة به من جيب داخلي في معطفه العسكري القديم. تحدث وهو يشير بالزجاجة قائلا: «القليل من الشراب، بعض من نبيذ المارسالا للسينيورا، شيء، شيء للشراب.» كان يوما رائعا. «نبيذ المارسالا، أتحبين المارسالا، سينيورينا؟ القليل من المارسالا؟»

وقفت الزوجة متجهمة. تحدثت قائلة: «سيكون عليك أن تتصرف مع هذا. لا أستطيع فهم كلمة واحدة مما يقول. إنه سكران، أليس كذلك؟»

بدا أن الشاب لم يسمع ما قاله بيدوتسي. كان يتساءل في نفسه أي شيء بحق الجحيم قد دفعه لأن يقول مارسالا. هذا هو ما يشربه ماكس بيربوم.

تحدث بيدوتسي أخيرا وهو يمسك بكم الشاب وقال بالألمانية: «النقود، الليرات.» ابتسم ولم يكن راغبا في الإلحاح على هذا الأمر، لكنه كان يحتاج إلى أن يدفع الشاب إلى التصرف.

أخرج الشاب المحفظة من جيبه وأعطاه ورقة نقدية من فئة عشر ليرات. صعد بيدوتسي الدرج إلى باب المتجر المتخصص في بيع أنواع النبيذ المحلية والأجنبية. لكن كان الباب مغلقا.

تحدث إليه أحد المارة في الشارع وقال بحنق: «إنه يظل مغلقا حتى الثانية.» نزل بيدوتسي الدرج. وشعر بأنه قد أهين. تحدث قائلا: «لا يهم. يمكننا إحضاره من متجر كونكورديا.»

سار ثلاثتهم جنبا إلى جنب على الطريق المؤدي إلى متجر كونكورديا. في المدخل المسقوف لمتجر كونكورديا، حيث تكدست الزلاجات الجماعية الصدئة، سأله الشاب بالألمانية: «ماذا تريد؟» أعطاه ورقة العشر ليرات وقد طواها مرة بعد المرة. أجاب قائلا: «لا شيء، أي شيء.» كان يشعر بالإحراج. «ربما نبيذ المارسالا. لا أدري. المارسالا؟»

أغلق باب متجر كونكورديا على الشاب والزوجة. تحدث الشاب إلى الفتاة الواقفة خلف نضد المعجنات قائلا: «ثلاث كئوس من نبيذ المارسالا.» سألته قائلة: «تعني اثنتين؟» أجابها: «كلا. الثالث لعذول.» قالت: «أوه، عذول!» وضحكت وهي تنزل الزجاجة. صبت ثلاث كئوس من مشروب عكر له لون الوحل. كانت الزوجة تجلس على طاولة تحت صف الجرائد المعروضة على أرفف. وضع الشاب الكأس أمامها وقال: «ربما يجدر بك أن تشربيها. ربما تشعرك بتحسن.» جلست وراحت تنظر إلى الكأس. خرج الشاب من الباب بكأس لبيدوتسي لكنه لم يره.

قال وقد عاد إلى غرفة المعجنات حاملا الكأس: «لا أعرف أين ذهب.»

Page inconnue