سألته مارجوري: «ما الخطب يا نك؟»
أجاب نك وهو يحضر الخشب لإشعال النار: «لا أعرف.»
أشعلا نارا بالخشب المنجرف، وذهبت مارجوري إلى القارب وأحضرت بطانية. حمل نسيم المساء الدخان باتجاه اللسان؛ ففرشت مارجوري البطانية بين النار والبحيرة.
جلست مارجوري على البطانية مولية ظهرها إلى النار وانتظرت نك. أتى وجلس بجوارها على البطانية. كانت الأشجار الجديدة التي نمت على اللسان بعد أن قطعت أسلافها تنتصب من خلفهما، وأمامهما يصب جدول هورتونز في الخليج. لم يكن الظلام قد انسدل بالكامل بعد، وامتد ضوء النار بعيدا إلى المياه. كان كلاهما يستطيعان رؤية القصبتين المصنوعتين من الصلب تميلان بزاوية على المياه المعتمة. وألقت النار بوهجها على البكرتين.
فتحت مارجوري سلة الغداء.
قال نك: «أنا لا أشعر برغبة في الأكل.» «هيا، كل يا نك.» «حسنا.»
تناولا الطعام دون أن يتحدثا، وراحا يشاهدان القصبتين وضوء النار المنعكس على صفحة المياه.
قال نك: «ستكون تلك الليلة ليلة مقمرة.» ألقى ببصره على الجهة المقابلة من الخليج حيث التلال التي كانت ملامحها قد بدأت تزداد وضوحا على صفحة السماء. كان يعرف أن القمر سيطلع من وراء التلال.
قالت مارجوري بسرور: «أعرف هذا.»
قال نك: «إنك تعرفين كل شيء.» «أوه! أرجوك يا نك أن تكف عن هذا. أرجوك ألا تتصرف بهذه الطريقة من فضلك!»
Page inconnue