Sur la route
في الطريق
Genres
وانحدرنا إلى الطريق وركبنا، فقالت وأنا أهم بالمسير: «ألا تلبس المعطف؟ إن الجو بارد».
فهززت رأسى وقلت: «كلا.. سأتصبب عرقا بعد دقائق - بل ثوان - من ابتداء الدرس الأول، ولكنك تعرفيننى.. لا أهرب من الواجبات مهما كلفتنى».
وقالت: «هل هذا واجب شاق»؟
قلت: «سترين»... ولم أزد.
ووقفنا فى مكان خلوى رحيب لا خوف فيه من أن ندوس طفلا أو نصطدم بشىء، فقلت لها بلهجة الجد: «اسمعى من فضلك.. الآن يبدأ الدرس، التدريب الأول.. فاذكرى دائما أن هذا درس وليس بلعب.. اسمعى الكلام وافهميه واعملى به ولا تحوجينى إلى شد شعرك أو قرص أذنك أو خدك».
وكانت تبتسم حينما شرعت أتكلم، فلما رأتنى جادا لا أضحك ولا يبدو على أنى أمزح، صارت الابتسامة كنور القمر المرتعش على صفحة الغدير الصافى، فرق لها قلبى، ولكنى تحاملت على نفسى وغالبتها وحدثتها - أعنى نفسى - بأن كل شىء خليق أن يفسد إذا لم أظهر الجد.
وقالت بضعف: «إنى مصغية».
قلت: «هذا حسن.. ابتداء طيب.. والآن، ادنى منى.. التصقى بى».
قالت: «لماذا»؟
قلت: «لتتناولى العجلة وتتدربى على إدارتها بالضبط والإحكام الواجبين».
Page inconnue