Sur la route
في الطريق
Genres
وقال ابن عمى؟ «لن أسألك عن السبب فى وقوفها كلما حاولت أن أحملها على السير، فإنى أعرف جوابك.. ولكنى أؤكد لك أنى أضع ناقل السرعة فى مكانه بأقصى ما يسع إنسانا من الترفق والبطء.. وإذا كنت تريد أن تعرف رأيى فهو أن السيارة قد أصابها تلف».
قلت: «سيصيبها التلف على التحقيق، إذا ظللت تحاول أن تدير المحرك ثم توقفه.. فستنفد الكهرباء وتحتاج كلما أردت إدارة المحرك أن تنزل وتديره «بالمنفيلا». وقد ينفعك هذا، فيغريك بالتفكير قليلا».
فصاح بى: «أتظن أنى لم أفكر؟ أتتوهم أنى لا أفكر الآن؟ إن رأسى يكاد ينفجر من فرط التفكير».
فضحكت أختى، فصاح بها: «نعم اضحكى.. انظرى إلى الجانب المضحك.. ولم لا.. قد يطير عقلى، ولكن هل يجوز أن يمنعك هذا من الضحك»؟
ودأس برجله الزر يريد أن يدير المحرك.. ووقفت السيارة مرات أخرى لا أذكر عددها فاضطجع وأغمض عينيه وراح يقول: «لا فائدة.. لا فائدة.. قضى الأمر، وأنا واثق أنه كتب علينا أن نبقى هنا إلى الأبد. ومن يدرى.. ربما كان فى الطريق مارد فى يده سيف مسلول.. والسيارة تراه وإن كنا نحن لا نبصره. ومن العبث أن يقاوم المرء القضاء والقدر. كلا.. لا تتكلموا.. فإنى أوثر أن أقضى نحبى فى سلام وبغير ضجة».
وفى هذه اللحظة وقفت إلى جانبنا سيارة ونزل منها رجل لم نكد نبصره حتى أيقنا أنه إنجليزى، وحقق هو ظننا فقال لنا بلغته: «هل أستطيع أن أساعدكم»؟
فشرحت له الأمر وعرفته خطبنا، فابتسم وهم بكلام ولكن ابن عمى قال له: «امض عنا.. اذهب.. وحدك.. إن أمامنا ماردا وقد حذر السيارة من المضى ففهمت عنه.. كان صريحا فيما قاله لها، اذهب وأرجو لك السلامة».
فابتسم الرجل ودعاه إلى النزول، واتخذ مكانه.. وصعد بنا إلى رأس التل، ولم يكتف بذلك بل ظل معنا - على مسافة منا.. وراءنا - حتى فرغنا من المرتفعات، وصار الطريق بعد ذلك سهلا منبسطا، فشكرناه ولكن أى شكر يمكن أن يفى بحسن صنيعه ومروءته؟
وكان مساء.. ثم كان صباح.
ولم يكن النهار قد ارتفع ولا كانت الشمس قد علت، لما دخلت على «فرحة» توقظنى قبل موعدى المألوف بساعتين، وتخبرنى أن أختى تصيح على وتدعونى إليها فى غرفتها. وقد عجبت، وحق لى أن أعجب.. فما أعرف موجبا لإزعاجى فى مثل هذه الساعة المبكرة - السابعة من فضلك - ومع أختى زوجها، فما حاجتها إلى؟ وقد حاولت أن أهمل هذه الدعوة، ولكن «فرحة» أبت أن تمضى عنى وتدعنى أستأنف النوم.. فتمطيت وفركت عينى وتثاءبت وقلت لها: «ماذا هناك يا فرحة»؟
Page inconnue