180

Fi Suhba Wa Sahaba

مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

ثانيا: العلل المتنية

أن هذا الحديث يتعارض مع أحاديث أخرى صحيحة وآثار صحابية حكمت على معاوية بالبغي والظلم والفسق والضلال ونحو ذلك بل اتهمه بعض الصحابة بالنفاق وبعضهم لمح لتكفيره، لكن لو لم يثبت من الأحاديث والآثار إلا وصفه بالبغي والظلم والدعوة إلى النار لكان هذا ذما عظيما وعلى هذا فلم يكن هاديا ولا مهديا بدلالة النصوص الأخرى كحديث عمار وهو متواتر، وحديث الملك العضوض وهو صحيح الإسناد، وحديث الأغيلمة السفهاء وهو في الصحيح، وحديث أول من يغير سنتي رجل من بني أمية صححه الألباني وغيره، وغيرها من الأحاديث التي تناولت معاوية بالذم ويعضدها أن كبار الصحابة على ذمه كعلي وعمار وعبادة بن الصامت وأبي ذر وحذيفة والبراء بن عازب وغيرهم، وكذلك كبار التابعين كمسروق بن الأجدع والحسن البصري وعلقمة بن قيس وزيد بن صوحان وسعيد بن المسيب وغيرهم ولا يخلو عصر من علماء يذمونه بما ورد فيه من أحاديث وما أثر عنه من مظالم وكان آخر هؤلاء في الأزمنة المتأخرة الشوكاني وابن الأمير ومحمد بن عمر بن عقيل والغماريين المغاربة وغيرهم وكل هؤلاء من أهل السنة وهؤلاء المتأخرون كلهم يجيزون لعنته كما كان يجيزها بعض المتقدمين من أهل السنة وثقات الشيعة.

Page 180