Fi Suhba Wa Sahaba
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Genres
فهذه ثلاثة أسانيد إلى ابن عباس لا يخلو واحد منها من ضعف لكن مجموعها يقتضي حسن الحديث، لا سيما وأن الذهبي قد قوى واحدا منها في ترجمة الوليد في النبلاء، وإنما استشكل الذهبي سياق الآيات مع أنه يمكن الجمع بين سياق الآيات وسبب النزول هذا، فالإسناد بمجموع الطرق فيه قوة .
إضافة إلى الشواهد التي لم أتتبعها ومنها ما ذكره السيوطي (في لباب النقول ص170) من أن الطبري قد أخرج عن عطاء بن يسار مثله وهذا مرسل لكنه يشهد لما سبق.
أما الأمر الثالث: مشاركة الوليد في الأحداث مع كفار قريش:
وهو مشاركة الوليد بن عقبة في الأحداث كقدومه في فداء بعض أسرى بدر ولحاقه أخته أم كلثوم فقد روى ذلك أهل السير والتفاسير والتراجم.
أما أهل التفاسير فيمكن مراجعة تفسيرهم لآية الممتحنة السابقة، وأما أهل التراجم (تراجم الصحابة) فيمكن مراجعة ترجمة أم كلثوم بنت عقبة أخت الوليد التي نزلت فيها الآية السابقة.
وأما أهل المغازي والسير فرووا هذا ورووا قصة بعث الوليد إلى بني المصطلق وقصة فداء أسرى بدر وهذه لا أريد التوسع فيها لأن خبر الوليد ثبت بدونها ومن أراد التوسع فليراجع هذه الأخبار في مظانها التي ذكرت.
ازدواجية بعض الباحثين المعاصرين في موضوع الوليد
وبعد هذا كله إنني لأستغرب أشد الغرابة تواطؤنا على إنكار القصة وشدة الدفاع عن الوليد الفاسق ومن ذلك محاولة الأستاذ إبراهيم قريبي في رسالته (مرويات بني المصطلق) التقليل من صحة الخبر رغم أنه توصل إلى أنه (حسن لغيره) وقابلت بعض الأخوة المهتمين بالحديث في القصيمقبل سنوات وتجادلنا في الوليد فكان مما زعمه من مزاعم كثيرة أنه ليس لهذه القصة إلا إسناد واحد ضعيف وها هو شيخنا وفقه الله يسير في هذا الاتجاه نفسه أتواصوا به؟ أم ماذا؟
Page 114