Dans le Monde de la Vision
في عالم الرؤيا: مقالات مختارة لجبران خليل جبران
Genres
فأجاب الفيلسوف قائلا: «كل ما تشتاقه الأرواح تبلغه الأرواح، فالناموس الذي يعيد بهجة الربيع بعد انقضاء الشتاء سيعيدك أميرا عظيما ويعيده شاعرا كبيرا.»
فانفرجت ملامح الأمير وانتعشت نفسه، ثم مشى نحو قصره مفكرا في أقوال الحكيم الهندي، محدثا ذاته بقوله: «كل ما تشتاقه الأرواح تبلغه الأرواح.»
2
في مصر، القاهرة، سنة 1912 للميلاد
طلع القمر وألقى وشاحه الفضي على المدينة، وأمير البلاد جالس في شرفة قصره، ينظر إلى الفضاء الصافي مفكرا بمآتي الأجيال التي مرت متتابعة على ضفاف النيل، مستوضحا أعمال الملوك الفاتحين الذين وقفوا أمام هيبة أبي الهول، مستعرضا مواكب الشعوب والأمم التي سيرها الدهر من جوانب الأهرام إلى قصر عابدين.
ولما اتسعت دائرة أفكاره وانبسطت مسارح أحلامه، التفت نحو نديمه الجالس بقربه وقال: «في نفسنا الليلة ميل إلى الشعر، فأنشدنا شيئا منه.»
فحنى النديم رأسه وأخذ ينشد قصيدة لشاعر جاهلي.
فقاطعه الأمير قائلا: «أنشدنا شعرا أحدث عهدا.»
فانحنى النديم ثانية وابتدأ يردد أبياتا لأحد الشعراء المخضرمين، فقاطعه الأمير وقال أيضا : «أحدث عهدا، أحدث عهدا.»
فانحنى النديم للمرة الثالثة وأخذ يترنم بمقاطيع موشح أندلسي. فقال الأمير: «أنشدنا قصيدة لشاعر معاصر.»
Page inconnue