ويوم سكنت في هذا المكان، ونظرت من هذه النافذة، أعجبني أنني أفتحها فلا أرى منها إلا النور والفضاء.
والحق أنه لا فضاء حيث يكون النور.
وكيف يكون فضاء، ما يملأ العينين، ويملأ الروح ويصل الأرض بالسماء؟
قلت لك يا صاحبي: إنني أحببت النور، فسكنت في مدينة النور!
وأود أن تفهمني حين أقول لك: إنني أحب النور.
فإنني لا أحبه لأنه يريني الدنيا وما فيها، أو لأنه هو واسطة الرؤية وأداتها، ولكنني أحبه لأراه ولو لم أر شيئا من الأشياء.
وقديما كنت أقول: إن الأرواح تخف في النور كما تخف الأجساد في الماء، كأنما هي تسبح فيه وتطفو عليه. «في حجرة المكتبة» العقاد في جلسة أمام قسم الأدب الإنجليزي في بيته.
وكنت أقول:
النور سر الحياة
النور سر النجاة
Page inconnue