Sur la littérature de l'Égypte fatimide
في أدب مصر الفاطمية
Genres
35
فدار العلم إذن كانت مكتبة عامة على نحو ما نراه اليوم في المكتبات العامة، ولكنها بجانب ذلك كانت جامعة علمية للتعليم، وكثيرا ما كانت تقام المناظرات بين علمائها. من ذلك ما يرويه السيوطي أن جنادة بن محمد بن الحسين الأزدي الهروي أبا أسامة اللغوي النحوي قدم مصر، وصحب الحافظ عبد الغني بن سعيد وأبا إسحق علي بن سليمان المعري النحوي، وكانوا يجتمعون في دار العلم بالقاهرة، وتجري بينهم مباحثات ومذكرات،
36
ويروي المقريزي عن المسبحي أنه في سنة 403ه أمر الحاكم بإحضار جماعة من دار العلم من أهل الحساب والمنطق، وجماعة من الفقهاء منهم عبد الغني بن سعيد، وجماعة من الأطباء إلى حضرته، للمناظرة بين يديه، وكانت كل طائفة تحضر على انفراد، ثم يخلع الحاكم على الجميع ويصلهم.
37
ومن أشهر العلماء الذين ألقوا بعلومهم في دار العلم رجل مكفوف يقال له أبو الفضل جعفر، قدم مصر فأعجب به الحاكم وخلع عليه، ولقبه بعالم العلماء، وجعله يجلس في دار العلم يدرس النحو واللغة.
38
ومنهم أبو بكر الأنطاكي الفقيه المالكي الذي سمح له الحاكم ولشيخ مالكي آخر أن يقيما بدار العلم، ويلقيا دروسا في المذهب المالكي.
39
فهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن دار العلم كانت بمثابة جامعة فيها أساتذتها وبها مكتبتها، وفيها كل ما يبعث على النشاط العلمي والبحث والتحصيل؛ فالفاطميون بإنشائهم الجامع الأزهر ودار العلم كانوا أسبق الناس إلى إنشاء الجامعات التي تمتاز بها المدنية الحديثة في أيامنا هذه!
Page inconnue