134

Sur la littérature de l'Égypte fatimide

في أدب مصر الفاطمية

Genres

وتوجه الأجل المأمون إلى داره فوجد الحال في الأسمطة على ما جرت به العادة والتوسعة فيها أكثر مما تقدمها، وكذلك الهناء في صبيحة الموسم بالدار المأمونية والقصور، وحضر من جرت العادة بحضوره للهناء، وبعدهم الشعراء على طبقاتهم، وعادت الأمور في أيام السلام والركوبات وترتيبها على المعهود، وأحضر كل من المستخدمين في الدواوين ما يتعلق بديوانه من التذاكر والمطالعات مما تحتاج إليه الدولة في طول السنة وينعم به ويتصدق، ويحمل إلى الحرمين الشريفين من كل صنف على ما فصل في التذاكر على يد المندوبين، ويحمل إلى الثغور، ويخزن من سائر الأصناف ما يستعمل ويباع في الثغور والبلاد ... إلخ.

8

هذه صورة ما نقله المقريزي على المؤرخين المعاصرين عما كان يجري تحت بصرهم وسمعهم في يوم من أيام هذه الأعياد الكثيرة التي استحدثها الفاطميون، ومن هذه الصورة نتبين أن هذه الأعياد لم تكن أعياد الخلفاء والأمراء ورجال القصر فحسب، بل كانت أعياد الشعب أيضا بما كان يقدم فيها من الصدقات والسمط، فإذا الشعب يشارك الحاكمين، ويناله شيء من بذخ الفاطميين، فإذا هو في فرح وبشر، ولا يكاد يمضي عيد حتى يلحقه آخر.

في هذه الحفلات كان الشعراء يتبارون في إنشاد قصائدهم، ويتنافسون في الإجادة والإتقان، وينعمون بأخذ جاريهم وصلاتهم بما لم ينعم به الشعراء في الدول الأخرى، فلا غرابة إن قلنا إن هذه الأعياد والمواسم كانت من دوافع ازدهار الشعر في العصر الفاطمي، وموضوعا من موضوعاته، حتى إن عمارة اليمني في قصيدته التي رثى بها دولة الفاطميين لم يستطع إلا أن يذكر هذه الأعياد والمواسم فقال:

أبكي على ما تراءت من مكارمكم

حال الزمان عليها وهي لم تحل

دار الضيافة كانت أنس وافدكم

واليوم أوحش من رسم ومن طلل

وفطرة الصوم إذ أضحت مكارمكم

تشكو من الدهر حيفا غير محتمل

Page inconnue