Sur la littérature de l'Égypte fatimide
في أدب مصر الفاطمية
Genres
8 «إن أول من رتب خطط مصر وآثارها، وذكر أسبابها في ديوان جمعه، هو أبو عمر محمد بن يوسف الكندي، ثم كتب بعده القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي كتابه المنعوت بالمختار في ذكر الخطط والآثار، ومات في سنة سبع وخمسين وأربعمائة قبل سني الشدة، فدثر أكثر ما ذكر.» فإن أول من تحدث من مؤرخي مصر عن الخطط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، في كتابه فتوح مصر،
9
وتبعه المؤرخون بعده.
والقاضي القضاعي كان أستاذ مدرسة في رواية التاريخ، أخذ عنه عدد كبير من المؤرخين أمثال محمد بن بركات بن هلال السعدي النحوي المولود سنة 420ه، صاحب كتاب خطط مصر،
10
وكان ابن بركات نحويا لغويا، وله في هذه العلوم كتاب الإيجاز في معرفة ما في القرآن من ناسخ ومنسوخ، ألفه للأفضل بن بدر الجمالي، وله تصانيف في النحو حتى قيل إنه بحر العلوم، وعنه روى الحافظ السلفي، والبوصيري صاحب البردة، وأبو الميمون عبد الوهاب المالكي، وهبة الله بن صدقة المعروف بأبي الرداد وغيرهم، وتوفي ابن بركات سنة 520ه.
وممن روى عن القضاعي: أبو عبد الله الحميدي، والخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت صاحب تاريخ بغداد، فقد قابل القضاعي في الحج سنة 445ه، وروى عنه. وهكذا كان أثر القضاعي في معاصريه، كما أن الذين جاءوا بعده نقلوا كثيرا من رواياته، واقتبسوا من أقواله. وتوفي القضاعي سنة 457ه.
11
ومن المؤرخين في أواخر العصر الفاطمي: ابن المأمون البطائحي، وكان والده وزيرا للآمر بأحكام الله، ونحن لا نعرف شيئا عن هذا المؤرخ ولا عن كتبه، ولكن المقريزي اقتبس كثيرا من كتاباته في مواضع متفرقة. (4) فن السير
أما فن السير، وهو ذلك الفن الذي يعد من فنون التاريخ، فقد كان له شأن كبير في الحياة الفكرية في مصر الإسلامية، ذلك أن كتاب مصر وعلماءها وجهوا عنايتهم إلى كتابة سير عظمائهم وأبطالهم ومجتهديهم، وقد وصل إلينا بعض هذه الكتب مثل سيرة عمر بن عبد العزيز لعبد الله بن عبد الحكم، رئيس المدرسة المالكية في مصر في القرن الثاني للهجرة.
Page inconnue