Dans la littérature moderne

Omar Dasouqi d. 1400 AH
154

Dans la littérature moderne

في الأدب الحديث

Genres

وتولى توفيق العرش بدل أبيه، وكان المصريون يعلقون عليه آمالا كبارا؛ لأنه كان من المعجبين بالسيد جمال الدين الأفغاني وآرائه الإصلاحية، ولكنه ما لبث أن تنكر لهذه المبادئ بعد توليه العرش، وأرجع المراقبة الثنائية، وخاصم الحكم النيابي, وحكم البلاد حكما مطلقا، وكان في هذا منفذا لمشورة الأجانب، مستجيبا لتدخلهم، فعز ذلك على كثير من رجال مصر، ورأوا لزاما عليهم أن يضعوا حدا لهذا التيار.

كان البارودي من المقربين لتوفيق, وولاه وزارة الأوقاف، فأصلح فيها ما وسعه جهده، وكان في الوقت نفسه وطنيا متشبعا بروح الإصلاح, فحار في أمره بين ولائه للعرش، وبين نزعاته الإصلاحية.

ثم كانت حركة الجيش، والمطالبة بتولية المصريين المناصب العليا، وقد كانت قبل وقفا على الجراكسة والأتراك، وكانوا في منتهى الغلظة والقسوة، فثار الجيش في أوائل سنة 1881، حين أصدر عثمان وفقي الجركسي وزير الحربية أمرا بعدم ترقية المصريين، وبفصل بعض ضباط المتزعمين فيهم، وانتهى الأمر بعزل عثمان رفقي هذا, وإجابة الجيش إلى ما طلب من إصلاح, وتولية البارودي وزارة الحربية مع الأوقاف، وهدأت الأمور في الظاهر، ولكن الجراكسة كانوا يدبرون مكيدة للضباط المصريين، وتأزمت الأمور, فكانت مظاهرة عابدين في 9 من سبتمبر 1881, يتقدمها "عرابي" وكبار الضباط المصريين، وأطل عليهم توفيق، ومعه وزراؤه وحاشيته وقناصل الدول الأجنبية، وتقدم عرابي إليه بطلبات الجيش والأمة، وهي إسقاط وزارة رياض, وتشكيل مجلس النواب, وزيادة عدد الجيش، وبعد مناقشات طويلة حادة, تقرر إجابة هذه الطلبات.

وكان البارودي وزيرا للحربية في وزارة رياض، ولما رأى هذا نزعاته الشعبية, وصلته بالوطنيين, دس عليه لدى توفيق فعزله، ودفعه إلى اعتزال السياسة فترة من الوقت، فترك القاهرة وجوها القلق, وآثر العزلة في الريف, وفي هذا يقول:

Page 174