130

Fedayeen from the Era of the Messenger

فدائيون من عصر الرسول

Maison d'édition

دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Lieu d'édition

الاردن

Genres

للقرآن أو أن ينصت لحديث الرسول، ولكن هذا الموقف لم يستمر، فقد مر ذات يوم رسول الله وهو يقرأ القرآن، فقرعت آياته أذنيه، فوقف فأنصت، فأثرت آيات القرآن في قلبه، فانطلق حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم فقال لهم: والله لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن. . . والله إن له لحلاوة وان عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه. ثم انصرف إلى منزله مفكرا فيما سمع من محمد وفيما قال لقومه من بني مخزوم.
قال بنو مخزوم: لقد صبأ والله الوليد، ولتصبأن قريش كلها.
قال أبو جهل: أنا أكفيكموه. .
وانطلق أبو جهل حتى دخل على الوليد وجلس إلى جانبه متصنعًا الحزن والأسى، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينًا يا بن أخي؟
قال أبو جهل: كيف لا أحزن وهذه قريش تجمع لك مالًا ليعينوك على كبر سنك، ويزعمون أنك زيّنت كلام محمد وصبأت لتصيب من فضل طعامه وتنال من ماله؟
فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش اني من أكثرهم مالًا وولدا؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام؟
ثم قال مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم: تزعمون أن محمدًا مجنون، فهل رأيتموه يُخنق؟
قالوا: اللهم لا.
قال: تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟
قالوا: اللهم لا.

1 / 136