أو كان مركبا من جنسين نحو الجندي والجندي، الأول: ينسب إلى القبيلة، والثاني: ينسب إلى المكان. إلى غير ذلك على ما سيأتي تفصيله في أبوابه، مرتبا على حروف المعجم، فيبدلها عام الناس، ويغلط فيها بعض الخواص، ولا يقوم بها إلا من افتن في الأنساب، وأمعن في الكشف عن مطبان الألقاب، ولقي العلماء والنقاد، الموصوفين بالرواية، المخصوصين بالحفظ والدراية، ولم يؤثر لذة الراحة والتقليد، على تعب البحث والتنقيد، فاجتمعت له الدراية والرواية، كفاء الطلب والعناية، وأعين ببعض الذكاء والفطنة، إذ الاحتراس من التحريف والتصحيف، لا يدرك إلا بفهم كبير، وعلم غزير، وسبر طويل، وصبر جميل، وتمييز ذلك مستصعب عسير، إلا على أهله، المقلين أعباء ثقله، وقد قيل: العلم عزيز الجانب لا يعطيك بعضه أو تعطيه كلك. وقيل أيضا: لا يدرك العلم براحة الجسم. وقال بعض المتقدمين:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل
وقال بشر بن المعتمر:
سهرت عيونهم وأنت ... عن الذي لاقوه حالم
أخبرني محمد بن إبراهيم بن علي قال: أنا الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ قال: أنا أحمد بن عبد الله، قال: أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثني جرير بن عبد الحميد الضبي، عن مغيرة، عن إبراهيم النخعي، قال: سئل ابن عباس أنى أدركت هذا العلم؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول.
Page 84