Faysal Premier : Voyages et Histoire
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
Genres
1
وكان القائد الفرنسي الكولونل بياباب
2
قد وصل بجنوده إلى المدينة، فخرجت إذ ذاك السياسة من طورها العربي إلى أطوارها الدولية والمذهبية المتعددة.
إن التبعة في ذلك لعلى الأحلاف أصحاب العهود السرية، والمطامع الأشعبية، والوعود العرقوبية، إليك من فعلاتهم اثنتين ليس بينهما غير شهر واحد من الزمان؛ الأولى منشورهم الذي نشر في أيلول قبل احتلال البلاد السورية، والثانية بلاغهم في الشهر التالي، أي بعد الاحتلال، ذاك البلاغ الذي ينقض كل ما في المنشور.
إني ألخص ما أعلن قبل الاحتلال فيما يلي: إن الغاية التي من أجلها تحارب بريطانيا وفرنسا في الشرق هي تحرير الشعوب الرازحة منذ زمن طويل تحت ظلم الأتراك تحريرا تاما ناجزا، وإنشاء حكومات وطنية تستمد قوتها من أهالي البلاد عملا بإرادتهم، ووفقا لاختيارهم الحر.
أما البلاغ الذي أصدره الجنرال بلس
3
المتعلق ب «إدارة أراضي العدو المحتلة» المؤرخ 22 تشرين الأول؛ فهو يقسم البلاد السورية فيما يشبه الطريقة التي قسمت بها سابقا في معاهدة «سيكس- بيكو» وهي: المنطقة الجنوبية أي فلسطين إدارتها بريطانية؛ والمنطقة الغربية أي السواحل حتى الإسكندرونة إدارتها فرنسية، والمنطقة الشرقية من حلب إلى دمشق إدارتها عربية.
لم يكن في هذا البلاغ ما يرضي أحدا من أصحاب السيادة والمصالح في هذه البلاد؛ لم يرض الإنكليز وهم يصدرونه مكرهين لأنهم لا يرغبون بالفرنسيين في سوريا؛ ولم يرض الفرنسيين لأنهم طامعون بالغنيمة كلها، وكانوا يفضلون الرجوع إلى معاهدة «سيكس- بيكو» التي تضمن لهم أضعاف هذه المنطقة مساحة وأهمية؛ ولم يرض العرب لأن البلاغ سلبهم مناطق هي جزء حي من بلادهم.
Page inconnue