Le philosophe et l'art de la musique
الفيلسوف وفن الموسيقى
Genres
Cosimo de Medici
على يد «جيمسطوس
Gemisthus
» وهو مبعوث يوناني بيزنطي كان قبل سقوط القسطنطينية بثلاثة عشر عاما يعتبر سفيرا لدى المجلس الذي عقد في فلورنسا لمحاولة توحيد الكنيستين اليونانية والرومانية، وهي محاولة لم يقدر لها النجاح. وكان الهدف من هذه الأكاديمية الحديثة العهد هو تعريف العالم الغربي بفلسفة أفلاطون، ومكافحة الفلسفة الأرسططالية المزعومة التي أصبحت هي المسيطرة على عقيدة الكاثوليك وتفكيرهم. وقد أصبح نيكولاس دي كوزا نفسه، بعد أن صار كاردينالا من أشد المعجبين بتعاليم أفلاطون، حتى إنه طلب إلى علماء روما أن يعيدوا النظر في علاقة أفلاطون بالمسيحية على ضوء الكتابات الأصلية لمؤسس الأكاديمية «أفلاطون» حتى لا يضلل العالم الغربي بالمعتقدات المعوجة التي خرجها رجال الكنيسة من فلسفته تعسفا.
وقد لقي الكاردينال في موقفه هذا تأييدا من الفيلسوف مارسيليو فيتشينو
Marsilio Ficino (1433-1499م)، وهو من تلاميذ أكاديمية فلورنسا، فذهب إلى أن الفهم الصحيح لأفلاطون هو وحده المؤدي إلى استعادة روح المسيحية التي فقدتها الكنيسة منذ زمن بعيد، وقد لقيت آراء نيكولاس دي كوزا وفيتشينو قبولا لدى الكثير من أقطاب الكنيسة، بل لقد كان لها تأثير ملحوظ في الفكر والفن في عصر النهضة.
وقد احتفظت فلسفة الكاردينال كوزا الموسيقية بالتصرف الفيثاغوري والأفلاطوني؛ إذ إنه شبه فن البوليفونية بانسجام الأفلاك «ذلك لأن العقل الأزلي يخلق كما يفعل الموسيقي الذي يرغب في التعبير عن صوره الباطنة وتمثيلها؛ فهو يتناول الأجزاء الموسيقية المتنوعة، ويفرض عليها قواعد القياس الدقيق التي تؤدي إلى التوافق، وهذا التوافق يفيض رقة وكمالا.»
12
وقد ردد الفكرة اليونانية القائلة إن الموسيقى البشرية إنما هي أنموذج للموسيقى السماوية، ولكنه أضاف إلى ذلك أن آباء الكنيسة قد اتخذوا من الموسيقى رمزا فحسب، لكي يشبهوا موسيقى البشر بصنعة الإله، وفيما وراء الرمز ذاته يوجد نظام علوي، أو بتعبير نيكولاس «إن نفس الأمور الروحية التي نعجز عن فهمها مباشرة، تبحث من خلال واسطة هي الرمز ...» وعندما تستخدم الرموز الموسيقية بوصفها تشبيهات تفسر أنغام الأفلاك السماوية «فإن علامات الفرح هذه المستمدة من التوافق الموسيقي ... التي أتت إلينا من كتابات آباء الكنيسة بوصفها رموزا معروفة لقياس السعادة الأزلية، ليست إلا رموزا مادية بعيدة الصلة بالأصل، تختلف اختلافا هائلا عن تلك الأفراح الروحية التي لا يرقى إليها خيالنا.»
13
Page inconnue