Le philosophe et l'art de la musique
الفيلسوف وفن الموسيقى
Genres
Charles Burney (1776-1814م)؛ ذلك لأن بيرني هذا، الذي كان كاتبا مرموقا ومؤرخا موسيقيا محترما، قد أصدر على الموسيقى أحكاما غريبة، منها أنها فن حسي له قيمة جمالية منحطة؛ لذلك فإن سبنسر، في دفاعه عن قيمة الموسيقى، جعلها أعلى الفنون الجميلة مرتبة في فلسفته التركيبية، ووصفها بأنها «الفن الذي يرفه عن البشر أكثر من أي فن آخر».
وفي إيطاليا كان جواكينو أنطونيو روسيني
Gioacchino Antonio Rossini (1792-1868م) وفينتشنزو بليني
Vincenzo Bellini (1801-1835م) وجايتانو دونتيتستي
Gaetano Donizetti (1797-1848م) يؤلفون الأوبرا وفي أذهانهم جمال اللحن والغناء الزخرفي المطول. ومن المؤكد أن النصوص الكلامية لهذه الأوبرات كانت تكيف بحيث يتسنى إخراج مشاهد درامية تتيح للمغنين الرئيسيين في الأوبرا إظهار مواهبهم الصوتية. وقد اقتفى جوزيبي فردي
Giuseppe Verdi (1813-1901م) أثر هؤلاء المؤلفين الموسيقيين، لكنه تجاوز السابقين عليه في أوبراته المتأخرة؛ فقد ابتدع أوبرات ذات طبيعة أعمق وطابع فني أكثر تماسكا. والواقع أن فردي قد رفع الأوبرا الإيطالية إلى مستوى من القيمة الجمالية يكذب رأي فاجنر القائل إن الأوبرا الإيطالية ليست عرضا مسرحيا جيدا.
ولقد كرس فردي فنه وحياته ذاتها لتحقيق الوحدة الإيطالية، فأدمج في أعماله الفنية أغنيات الشعب وروح الثورة. وكانت الأوبرا هي وسيلته للاتصال بالشعب الإيطالي. وقد اتخذ من الصوت البشري؛ أي من الأنغام «الذهبية» لصوت التينور، والمطولات الرنانة لصوت السوبرانو، والأنغام الدافئة للكونترالتو، والضخامة العميقة لصوت الباص، أدوات لتشجيع الروح القومية، والوصول إلى قلوب مستمعيه الإيطاليين. ولم يكن للأوركسترا عنده من دور سوى تكملة الأصوات البشرية، بينما كان اللحن هو المسيطر على كل شيء. ومع ذلك فقد كان فردي أكثر اهتماما بنصوص أوبراته من السابقين عليه، وكان شكسبير هو الشاعر الملهم له، وبيتهوفن رائده الموسيقي، وكان هو نفسه تجسيدا للأغنية الرومانتيكية ذاتها.
وعند نهاية القرن التاسع عشر استهل بيترو ماسكاني
(1863م)
28
Page inconnue