Le philosophe et l'art de la musique
الفيلسوف وفن الموسيقى
Genres
ولقد كان الثالوث الرومانتيكي للفنون، في مذهب هيجل، يتألف من التصوير والموسيقى، وذلك النوع الأكثر مثالية، وهو الشعر. كذلك كان هيجل مسايرا للتقاليد في تفضيله الموسيقى الغنائية على موسيقى الآلات؛ إذ إن الأخيرة في رأيه غامضة تكتفي بالإيحاء فحسب. صحيح أن اللحن الموسيقي بلا كلمات قد يثير فينا أفكارا، ولكن هذه لا يمكن إلا أن تكون أفكارا قرأناها نحن أنفسنا فيها. وعلى ذلك فالموسيقى الغنائية؛ أي التي ترتبط بنص كلامي، تعلو في نظر هيجل على موسيقى الآلات التي «لا تعدو أن تكون تعاملا ذاتيا مع صور مجردة». وعن طريق إضافة اللغة بوصفها تعبيرا عن العقل إلى الحركة الشكلية أو الصورية التي يضفيها الإيقاع على اللحن، تصبح الموسيقى حافلة بالمعنى بعد أن كانت خيالية، وتغدو محددة المعالم بعد أن كانت غامضة، وعقلية بعد أن كانت انفعالية خالصة.
وكان هيجل يعجب بالأوبرا الإيطالية، ولا سيما عند روسيني، إلى حد لا يفوقه سوى إعجاب شوبنهور «الذي أعلن أنه أصبح يفهم القدرات الأساسية الكامنة في الموسيقي»، بعد سماعه لأعمال هذا الموسيقي الكبير. على أن هيجل عندما استمع إلى أداء المؤلف باخ «المسيح حسب إنجيل متى
St. Matthews
»، وأصبح من المتحمسين لحركة إحياء موسيقاه. وقد نوه هيجل، في محاضراته في علم الجمال، التي استمع إليها مندلسون ذاته، بعبقرية باخ التي تجاهلها الناس، «والتي لم نبدأ في تقدير قيمتها الحقيقية إلا في الآونة الأخيرة.»
5
وقد اختلف يوهان فريدريخ هربارت
Johann Friedrich Herbart (1776-184م) مع هيجل في مثاليته الفلسفية، ورومانتيكيته الموسيقية؛ فلم يكن يعتقد أن مهمة الفيلسوف هي تشييد العالم بفكره، وإنما هي قبوله كما هو، وتفسيره تفسيرا واقعيا. كذلك رفض أن ينظر إلى الموسيقى على أنها مظهر من مظاهر مذهب ميتافيزيقي عام، فكتب يقول: «من المتوقع أن يكون للأعمال الفنية معنى ... والفنانون يسرهم أن يبدعوا أعمالا ذات معنى، ولكن الموسيقى «موسيقى»، وليس من الضروري لكي تكون جميلة أن تعني شيئا ... على أننا ما زلنا نجد موسيقيين موهوبين يرددون الرأي القائل إن الموسيقى ينبغي أن تعبر عن المشاعر، وكأن تلك المشاعر التي تثيرها الموسيقى، والتي يجوز بالتالي استخدام الموسيقى في التعبير عنها، هي أساس قواعد الكنترابنط البسيط، والمركب الذي تكمن فيه الماهية الحقيقية للموسيقى، ولنتساءل: ما الذي كان الموسيقيون الأقدمون الكبار ينوون «التعبير عنه» عندما وضعوا القوالب الممكنة الفوجة
Fugue ؟ لا شيء على الإطلاق؛ فأفكارهم لم تكن تخرج عن نطاق فنونهم، إنما كانت تتغلغل بعمق في قلب هذه الفنون.»
6
وفي فلسفة أرتور شوبنهور
Page inconnue