Flux de pensée (Première partie)
فيض الخاطر (الجزء الأول)
Genres
أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
ولله عهد لا أخيس بعهده
لئن فرجت ألا أزور الحوانيا
5
سمعت سلمى هذا الشعر فرقت له، ورأت الصدق في قوله فأطلقته، واقتاد فرس سعد وخرج إلى موطن القتال وإذا به أمام الناس يقف بين الصفين ويحمل على العدو حملات صادقة، حتى عجب الناس من أمره، ورأوا الفرس فرس سعد والطاعن لم يشهد الحرب معهم قبل اليوم، حتى إذا انتصف الليل وتحاجز العسكران رجع صاحبنا إلى القصر وأعاد رجليه في القيد!
فلما أصبح الصباح تحدث الناس به وأخبرت سلمى سعدا بما كان منه، فأطلقه وعاهده ألا يحده أبدا إذا شرب.
الآن ظهرت نفس شاعرنا في شرفها ونبلها وقال لسعد : كنت آنف أن أتركها من أجل الحد، فأما إذا بهرجتني فلا والله لا أشربها أبدا. •••
لقد كان مما أخذه عمر عليه قوله:
إذا مت فادفني إلى أصل كرمة
تروي عظامي بعد موتي عروقها
Page inconnue