Flux de pensée (Première partie)
فيض الخاطر (الجزء الأول)
Genres
سيكثر المال يوما بعد قلته
ويكتسى العود بعد الجدب بالورق
وظلت ثقيف على جاهليتها لا تذعن لدعوة الإسلام حتى أسلم من حولها ورأت نفسها بمعزل، فاضطرت إلى الإسلام في السنة التاسعة للهجرة. وسمع شاعرنا بالإسلام وتعاليمه فوقف حائرا؛ إن الإسلام يدعو إلى المروءة، وهو ذو مروءة، والإسلام يدعو إلى الصدق ومكارم الأخلاق، وكل هذا حسن «فليسلم»، ولكنه يأمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم، ولا يمدوا أعينهم إلى نساء غيرهم، كما ينهى عن الخمر ويعاقب على شربها ؛ فكيف يسلم وقد ألف الغزل ؟ وكيف يهجر الخمر ولا حياة له بغير الخمر؟ وقف قليلا ولكنه أسلم مع قومه وفوض إلى الله أمره؛ ولم نسمع عنه في حياة رسول الله وأبي بكر شيئا، ولكنا نراه اصطدم مع عمر وهو الشديد في الحق لا تأخذه فيه هوادة؛ فعاد شاعرنا يتغزل ويشرب، يرى امرأة من الأنصار تسمى «الشموس» فيحبها ويحاول رؤيتها بكل حيلة فلا يستطيع، فيؤجر نفسه ويعمل في حائط يبنى بجانب منزلها، ويطل عليها من كوة البستان ويقول:
ولقد نظرت إلى الشموس ودونها
حرج من الرحمن غير قليل
ويشرب ويقول الشعر في الخمر:
إن كانت الخمر قد عزت وقد منعت
وحال من دونها الإسلام والحرج
فقد أباكرها صرفا وأمزجها
ريا وأطرب أحيانا وأمتزج
Page inconnue