86

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

المطلب الثاني في تطبيق الجواب على الأسئلة المذكورة وإخراج المقاصد من بأوضح طريقة

اعلم أن رأس الجالوت سأل عن الرؤوس الخمسة التي هي أوائل

~~الموجودات وأصول العوالم والماهيات، وأجاب الإمام عليه السلام: ببيان لمية

~~الإيجاد وسر الصدور على نحو الرشاد، بحيث يظهر علة وحدة الصادر الأول مع

~~كثرته، وهو الذي صدره السائل في كلامه حيث قال: ما الواحد المتكثر.

أما ظهور وحدته فلكونه صادرا عن الواحد المحض، وأما كثرة ما فيه فلدلالة

~~كلمة نحن على ذلك كما لا يخفى، وأجمل عليه السلام في الجواب عن الأربعة

~~الأخر لما علم عليه السلام أن السائل إذا عرف أنه أجاب بما فوق مسؤوله بل

~~فوق ما أحاط به مأموله من بيان هذا السر بذلك الإيجاز المرموز فمن ذلك

~~يمكنه التفطن بأنه عليه السلام أعلم بهذه الحقائق منه، بل انتشرت هذه

~~الأسرار منهم عليهم السلام على العالمين من الأنبياء والأولياء والمرسلين

~~والحكماء الإلهيين.

وأيضا أشار عليه السلام في هذا الإيجاز إلى أن ذلك الصادر الأول هو نورهم

~~الساطع وبرهانهم القاطع، حيث قال: " صرنا نحن نحن " ليعلم

Page 153