53

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

الحقيقية الذهنية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية،

~~سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود

~~مجاورة لا عود ممازجة).

فقال: ما النفس اللاهوتية الملكوتية؟

فقال عليه السلام: (قوة لاهوتية، وجوهرة بسيطة، حية بالذات أصلها العقل

~~منه بدأت وعنه دعت، وإليه دلت وأشارت، وعودتها إليه إذا كملت وشابهت، ومنها

~~بدت الموجودات وإليها تعود بالكمال، فهي ذات العليا وشجرة طوبى وسدرة

~~المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق أبدا، ومن جهلها ضل وغوى).

فقال السائل: ما العقل؟

قال عليه السلام: (جوهر دراك محيط بالأشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء

~~قبل كونه، فهو علة للموجودات ونهاية المطالب) (1). صدق ولي الله.

تبيين

حاشاي أن اجترئ على تفسير هذا الخبر، ونشر الأسرار التي في ذلك

~~الأثر، لكن التعرض لتنقيح دلالات بعض الألفاظ لأجل التنبيه والإيقاظ.

فقوله في النفس الحيوانية: " بدء إيجادها عند الولادة الجسمانية " لعله

~~أراد بالولادة الجسمانية هي تمامية جسم الجنين في الرحم مستعدا لظهور تلك

~~القوة، وهي في الحقيقة تولد بتكون الأعضاء والقوى الحيوانية عندها، فيقبل

~~ويستعد لإفاضة الروح الحيواني وظهوره من مكامن أستار الجسم الظلماني، وهو

~~صفوة الحرارة الغريزية التي فاضت من الكواكب، وهي من جنس الأجرام العلوية

~~كما هو مذهب أرسطو ومن تابعه (2). وإنما عبر عن هذه الإفاضة التي تكون بعد

~~مضي أربعة أشهر من مسقط النطفة بالولادة لأنها

Page 111