206

Les bénéfices

الفوائد

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1393 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Soufisme
وَلَهُم أَقْوَال بَاطِلَة فِي الدّين أَو شرك فهم مرتكبون بعض مَا ذكره الله من الْمُحرمَات فِي قَوْله تَعَالَى قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا على الله مَا لَا تعلمُونَ وهم فِي مَكَان مُشْتَرك كدار جَامِعَة أَو خَان أَو قيسرية أَو مدرسة أَو رِبَاط أَو قَرْيَة أَو درب أَو مَدِينَة فِيهَا غَيرهم وهم لَا يتمكنون مِمَّا لَا يُرِيدُونَ إِلَّا بموافقة ألئك أَو بسكوتهم عَن الْإِنْكَار عَلَيْهِم فيطلبون من أُولَئِكَ الْمُوَافقَة أَو السُّكُوت فَإِن وافقوهم أَو سكتوا سلمُوا من شرهم فِي الِابْتِلَاء ثمَّ قد يتسلطون هم أنفسهم على أُولَئِكَ يهينونهم ويعاقبونهم أَضْعَاف مَا كَمَا أُولَئِكَ يخافونه ابْتِدَاء كمن يطْلب مِنْهُ شَهَادَة الزُّور أَو الْكَلَام فِي الدّين بِالْبَاطِلِ إِمَّا فِي الْخَبَر وَإِمَّا فِي الْأَمر أَو المعاونة على الْفَاحِشَة وَالظُّلم فَإِن لم يجبهم آذوه وعادوه وَإِن أجابهم فهم أنفسهم يتسلطون عَلَيْهِ فيهينونه ويؤذونه أَضْعَاف مَا كَانَ يخافه وَإِلَّا عذب بغيرهم فَالْوَاجِب مَا فِي حَدِيث عَائِشَة الَّذِي بعثت بِهِ إِلَى مُعَاوِيَة ويروى مَوْقُوفا وَمَرْفُوعًا من أرْضى الله بسخط النَّاس كَفاهُ الله مُؤنَة النَّاس وَفِي لفظ ﵁ وأرضى عَنهُ النَّاس وَمن أرْضى النَّاس بسخط الله لم يغنوا عَنهُ من الله شَيْئا وَفِي لفظ عَاد حامده من النَّاس ذامّا وَهَذَا يجْرِي فِيمَن يعين الْمُلُوك والرؤساء على أغراضهم الْفَاسِدَة وفيمن يعين أهل الْبدع المنتسبين إِلَى الْعلم وَالدّين على بدعهم فَمن هداه الله وأرشده امْتنع من فعل الْمحرم وصبر على أذاهم وعداوتهم ثمَّ تكون الْعَاقِبَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة كَمَا جرى للرسل وأتباعهم مَعَ من آذاهم وعاداهم مثل الْمُهَاجِرين فِي هَذِه الْأمة وَمن ابْتُلِيَ من علمائها وعبادها وتجارها وولاتها وَقد يجوز فِي بعض الْأُمُور إِظْهَار الْمُوَافقَة وإبطان الْمُخَالفَة كالمكره على الْكفْر كَمَا هُوَ مَبْسُوط فِي غير هَذَا الْموضع إِذْ الْمَقْصُود هُنَا أَنه لَا بُد من الِابْتِلَاء بِمَا يُؤْذِي النَّاس فَلَا خلاص لأحد مِمَّا يُؤْذِيه الْبَتَّةَ وَلِهَذَا ذكر الله تَعَالَى فِي غير مَوضِع

1 / 209